وبررت النقابة قرارها هذا بالقول إنها "ضد أي فن شاذ"، وإنها تبرّىء نفسها من الاتهام بأنها وراء مثل تلك الحفلات، مشيرة إلى أن إقامة الحفلات الغنائية في مصر يستلزم موافقة 3 جهات، هي نقابة المهن الموسيقية، والقوى العاملة والمصنفات، والأمن العام.
قرار النقابة بمنع حفلات "مشروع ليلى" تزامن مع السجال الكبير الذي تشهده مواقع التواصل في مصر بشأن مبادرة بعض الحاضرين في الحفل إلى رفع أعلام المثلية، والتي أتت تعبيراً عن دعمهم لميول مؤسس الفرقة، حامد سنو، الذي أعلن مؤخراً عن هويته الجنسية خلال أحد البرامج التلفزيونية.
وضمن السياق نفسه، نشرت إحدى الصفحات المصرية المؤيدة للمثليين منشوراً قالت فيه "ربما كان يخاف الكثير منا من رفع العلم والتصريح أننا هنا، كل الشكر لكل من رفعوا علمنا، علم فخر مجتمع الميم، كل الشكر لهؤلاء الشجعان والشجاعات في حفل مشروع ليلى، شكراً لجعلنا جميعاً نشعر بفرحة عارمة بهذا الانتصار الصغير، شكراً للظهور والتصريح أننا هنا، دعونا ننام اليوم سعداء بهذه اللحظة".
التفاعل الإيجابي الذي أبداه البعض تجاه هذه الخطوة، انعكس غضباً عارماً في المقلب الآخر، تُرجم هجوماً حاداً على فرقة "مشروع ليلى"، التي اعتبر كثيرون أنها تسعى لإفساد المجتمع المصري والمسّ بعاداته وتقاليده والقيم الدينية التي يؤمن بها. وفي "تويتر" أطلق مغردون هاشتاغ #علم_الشواذ_جنسياً، شنّوا من خلاله هجوماً على الفرقة الموسيقية، وانتقدوا السلطات المصرية لسماحها لهم بإقامة حفل غنائي في مصر.
لكن الحملة الأقسى والأعنف ضد الفرقة وأعضاءها قادها إعلاميون مصريون، بينهم الإعلامي محمد الغيطي، الذي قال في برنامجه "صح النوم"، إنّ "الشواذ تجمعوا في مصر... وإن كل هذا الفسق يحصل في بلد الأزهر"، مستنكراً كيف قام نقيب الموسيقيين، هاني شاكر، بإعطاء تصاريح لـ"قوم لوط" للغناء في مصر.
من جانبه، خصص الإعلامي، وائل الإبراشي حلقة الأحد من برنامجه "العاشرة مساءً"، لمناقشة موضوع المثليين، الذي يندرج برأيه ضمن "القضايا الأخلاقية". وتوجه الإبراشي لمنظم حفل "مشروع ليلى"، هيثم علاء"، بالسؤال "هل كان من ضمن طقوس الحفلة ومن ضمن برنامجه الإعلاني وجود المثليين في مصر؟". فكان رد منظم الحفل "لا طبعا، الحفلة كانت لباند شارموفرز والمربع ومشروع ليلى، والموضوع اللي حصل مخدش 10 ثوان"، فقال له الإبراشي: "المشهد متعمد ومش هيحتاج عير 10 ثوان ويشيَّر".
وفي حين نشرت صحيفة "اليوم السابع" تقريراً يتحدث عن عقوبة رفع علم المثليين، التي تصل إلى الحبس سنتين، و3 سنوات للمحرّض على المثلية، وفقاً لقانون العقوبات المصري، انطلق الإعلامي أحمد موسى من ما ينصّه هذا القانون للقول إنه "لا يوجد أحد في مصر فوق القانون"، متسائلاً "إزاي علم الشواذ والشذوذ يترفع في حفلة قدام كل الناس، وملاقيش لحد دلوقتي إجراء اتاخد ولا حد زعق على الوقاحة اللي تمت في مصر.. فين شرطة الآداب من اللي بيحصل ده؟".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها