وفي بيان صادر عنها، الخميس، قالت إدارة "يوتيوب" إنّ "إزالة مقاطع الفيديو، الذي يتم غالباً من قبل مراقبين بشريين، جاء عن طريق بلاغ خاطئ، وذلك بعد أن تم الإبلاغ عن العديد من مقاطع الفيديو بأنها غير لائقة بواسطة نظام تلقائي مصمم لتحديد المحتوى المتطرف". وأضاف البيان إنّ "الموقع يواصل تحسين المراجعين البشريين الذين يقومون بتحديد المحتوى غير اللائق"، وإنّ "هؤلاء المراجعين أخذوا في الاعتبار سياق اللقطات التي تم تحميلها، بما في ذلك عنوان الفيديو والعلامات والوصف المكتوب، وكذلك التسميات التوضيحية والأوصاف داخل الفيديو"، وعليه أشارت إدارة "يوتيوب" إلى أنها تعمل بسرعة لإعادة مقاطع الفيديو التي تمت إزالتها عن طريق الخطأ.
وجاء حذف آلاف الفيديوهات في سياق محاولة "يوتيوب" وضع حد لانتشار المواد التي يضعها أفراد أو حسابات زائفة تابعة لتنظيمات إسلامية متطرفة، أبرزها تنظيم "داعش". لكن التقنية الجديدة التي استحدثها الموقع تحذف تلقائيا مقاطع مصورة لنشطاء يعملون لدى منظمات سورية ودولية توثق جرائم حرب والفظائع في سوريا، بحسب ما ذكرت "بي بي سي"، التي أشارت إلى ما تقوله منظمة "اير ورز" التي تتقصى الغارات العسكرية في مناطق صراع كسوريا والعراق لمعرفة آثارها على المدنيين، بأن "يوتيوب" هو المصدر الأول للسوريين تحديدا لتوثيق جرائم الحرب التي تُرتكب في مناطقهم منذ بدء الصراع. إذ يوجد قرابة 200 منظمة مدنية وحقوقية تحاول جاهدة توثيق آثار الحرب المروعة على المدنيين.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت، الأربعاء، تقريراً أشارت فيه إلى أن حذف تلك الفيديوهات من شأنه أن يعيق محاكمة مرتكبي الفظائع بجرائم حرب في المستقبل. ونقلت الصحيفة عن كريس وودز، مدير منظمة "أير وورز" قوله "حينما اندلع الصراع في سوريا تعطلت وسائل الإعلام المستقلة فلجأ السوريون أنفسهم إلى يوتيوب لبث أخبار الصراع". وأضاف إن "حذف يوتيوب لتلك الفيديوهات أخفى من أمام ناظرينا تاريخ لهذه الحرب الفظيعة".
وجرى خلال الأسابيع الأخيرة حذف عدد كبير من مقاطع الفيديو الفردية وبعض القنوات في "يوتيوب"،بعد أن أدخلت الشركة تقنية حديثة للتعرف على المحتوى والتبليغ عنه وإزالته آليا إذا كان ينطوي على انتهاك للإرشادات.
وتعرضت قنوات في "يوتيوب"، تابعة لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني وشبكة "أورينت نيوز" السورية المعارضة ومنظمة "إيروورز" الحقوقية، لحذف مقاطع فيديو فيها أو تعليقها، بعدما اعتبرت "متطرفة" من خلال التكنولوجيا الآلية الجديدة عبر الذكاء الصناعي في "يوتيوب".
وكانت شركة "يوتيوب" تعتمد في السابق على مستخدمي موقعها وشبكة من المراقبين الموثوق بهم للإبلاغ عن أي مادة غير لائقة، ثم تُرتب بطريقة حسابية خوارزمية حسب الأولوية قبل إخضاعها لمراجعة بشرية. لكن التقنية الجديدة تطبّق نظام "التعلم الآلي" الذي يحدد مقاطع الفيديو التي تحتوي على "مواد متطرفة" ويتولى ترتيبها حسب الأولوية لمراجعتها. وقد صُمم النظام بحيث يتعرف على مقاطع الفيديو التي تبثها "جماعات متطرفة"، لا سيما تنظيم "داعش" والمتعاطفين معه.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها