مهارات (غير) فلسطينية

من بين هذه المظاهرات تنتشر صوراً تنقل لنا نحن من نعرف كل شيء عن فلسطين (وإن عن بُعد)، أساليب مقاومة جديدة أبدعت بها بلعين وغيرها من قرى ومدن الضفة وغزة. 
 

هكذا بات كل شيء نعرفه عن نضالات أهلنا هناك يأتينا بحجمه الأكبر بصور منتشرة على موقعي "فايسبوك" و"تويتر".

هذه الجمعة نحن على موعد مع صورتين من مظاهرات بلعين غربي رام الله، إنتشرتا على الموقع الأزرق. الأولى تظهر شاباً يرمي جنديين بحجر، قُل صخرة، تكاد تكون بحجم خوذة.
 

صخرة تحلق في الفضاء بين ذراع هذا الملثم الأسمر وبين رأس الجندي. هي أقرب إلى الرأس، إلى منتصفه تحديداً، وتكاد تصيبه تماماً. وكأن لراميها مهارات غير تلك التي اكتسبها ويكتسبها شباب وصبايا فلسطين في كفاحهم المدني والعسكري، مهارات غير تلك التي يستلزمها هذا الكفاح وما يُكتسب بالتجربة. أتكلم عن مهارات حِرفية، رياضية على الأغلب، أولمبية حتماً.
 

أي سواعد رمت تلك الصخرة. أي إرادة استجمعتها لتطير صخرة تكفي وحدها لجولة رميٍ صباحية. هي الإرادة التي جعلت هذا الجندي ينحني، وستدفعه يوماً ما، حتماً، إلى الهرب بلاد المجانين هذه.

هنا، في الصورة الثانية شاب أسمر أيضاً. شاب يلعب بقنبلة غاز مسيل للدموع بمضرب تنس. من الصورة نفهم أنه يرقّصها على المضرب قبل أن يرميها عائدة إلى ملعب العدو، وقد يكون فعلاً خلف شباك تكون شائكة ومكهربة. في ذلك، كذلك، مهارة خاصة، في التنس تحديداً، وهو كذلك غير ما خبره أهالي فلسطين في مواجهاتهم الشعبية مع الاحتلال، جيشاً ومستوطنين، مواجهات لا تستلتزم مهارات رياضية قد تكون استثنائية.