والواقع أن دعوة الحكومة تم توجيهها إلى 12 شركة استشارية مالية عالمية، وليس 7 شركات كما ورد في وكالة "رويترز" مؤخراً، والشركات هي: Lazard، Gugeinheim، Houlihan Lokey، Citibank، JP Morgan، PJT Partners، Newstate Partners، Standard Chartered، GSA Partners، Deutche Bank، White Oak وشركة Rothschild فمن هي هذه الشركة الأخيرة؟
تعود شركة Rothschild روتشيلد إلى عائلة روتشيلد الألمانية اليهودية النافذة على مستوى العالم. تُعد العائلة اليهودية إحدى أغنى العائلات في العالم بلا منازع، أسست للعمل المصرفي والصرافة والاستشارات المالية في العالم. والأهم من ذلك، أن لعائلة ومؤسسات روتشيلد اليد الطولى في تأسيس وقيام إسرائيل وتمويل بنيتها التحتية ومؤسساتها، حتى أن رجل الأعمال البريطاني جاكوب روتشيلد، وهو أحد مؤسسي مجموعة روتشيلد، لطالما تباهى بأن عائلته هي من بَنَت إسرائيل.
تتواجد مجموعة روتشيلد، التي تأخذ من بريطانيا مقرّاً لها، في أحد عشر بلداً في العالم، بينها إسرائيل، وتضم شركتي إدموند دي روتشيلد Edmond de Rothschild وروتشيلد وشركاه Rothschild & Co. تقدّم خدمات في مجال عمليات الاندماج والشراء ووضع الاستراتيجيات والإستشارات المالية، بالإضافة إلى وضع حلول لإدارة الاستثمار والثروات وتتعامل مع كبرى المؤسسات والأسر والحكومات في جميع أنحاء العالم.
وبالإضافة الى تبنّي عائلة روتشيلد فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين، واعتبارها من كبار الممولين للهجرة اليهودية إلى فلسطين، فإنها لعبت وتلعب أدواراً بارزة على مستوى تمويل عدد من الحروب في العالم، وإعادة تأسيس اقتصادات دول. وهي تورّطت في عمليات اغتيال رؤساء دول، ونجحت في الكثير من الحالات بتوريط دول بديون طائلة، وبإحكام السيطرة على ممتلكاتها. كما يحفل تاريخها بتأسيس مصارف والتمدد في عدد من الدول العاجزة، والسيطرة عليها. وتستحوذ عائلة روتشيلد على النسبة الأكبر من سندات الدول الكبرى والبنوك العالمية، وتتقاسم مع عائلة روكفيلر السيطرة على الخدمات المالية العالمية.
ولا يظن أحداً أن مجموعة روتشيلد، التي تأسست ودخلت السوق العالمية منذ 200 عام، تختلف عن الشركة الحالية التي استعان بها لبنان لإسداء المشورة المالية، بل هي امتداد لشركة روتشيلد العائلية، حتى أن غالبية مناصب الشركة يشغلها حالياً أشخاص من عائلة روتشيلد بينهم ألكسندر دي روتشيلد الرئيس التنفيذي، وكل من ديفيد دي روتشيلد وإريك دي روتشيلد، وأنتوني دي روتشيلد وأرييل مالارد دي روتشيلد، في مناصب إدارية رفيعة، وغيرهم كثر في المجموعة نفسها.
وإذا كان لا بد للبنان من مقاطعة مؤسسات وشركات مساهمة وداعمة بطريقة أو بأخرى للكيان الإسرائيلي، فحري به الاستغناء عن الاستعانة بشركة يهودية، ليس لهويتها الدينية، إنما لصلتها العميقة والتأسيسية في إسرائيل، ولتكن الإستعانة بـ11 شركة بدلاً من 12 لإسداء المشورة المالية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها