الإثنين 2024/09/16

آخر تحديث: 12:12 (بيروت)

رابطة الكتّاب السوريين: الياس خوري يرحل إلى باب الشمس

الإثنين 2024/09/16
رابطة الكتّاب السوريين: الياس خوري يرحل إلى باب الشمس
increase حجم الخط decrease
أصدرت رابطة الكتاب السوريين بياناً، جاء فيهك
بكل أسى تنعي رابطة الكتاب السوريين الكاتب والروائي والناقد اللبناني الكبير الياس خوري الذي رحل عن عالمنا يوم الأحد ١٥/٩/٢٠٢٤ بعد معاناة مريرة مع المرض، لم تمنعه من الكتابة والنشاط وهو على سريره في المستشفى.
الياس خوري إنسان مبدع ومناضل لا يتكرّر.

كتب الراحل في جريدة السفير، وانضم إلى هيئة تحرير"مواقف"، وأشرف على ملحق النهار، ورأس تحرير مجلة دراسات فلسطينية، وأسهم في تحرير مجلة الكرمل، بعد أن ترأس تحرير مجلة شؤون فلسطينية إلى جانب محمود درويش.. وقام بالتدريس في جامعات لبنانية عدة وفي جامعة نيويورك كأستاذ زائر. 

حقق إنجازه الأدبي الأكبر في حقل الرواية، حيث نشر عشر روايات كان لها صدى كبير وتُرجم معظمها إلى لغات عديدة. وربّما كانت أهمّها" باب الشمس"، التي تحكي عن تغريبة الفلسطينيين في النكبة نحو لبنان، ومسألة العودة إلى فلسطين بشكلٍ لا يخلو من الروعة والإبهار؛ ورواية "يالو" عن الحرب الأهلية اللبنانية، و" أولاد الغيتو" وغيرها؛ إضافة إلى عدة مسرحيات وسيناريوهات وكثير من الكتابات النقدية.
 
منذ شبابه التزم القضية الفلسطينية وحركة فتح، وكانت تلك ميزته وطابعه الخاص بين الكتّاب اللبنانيين والعرب، والتزم القضايا العربية بكل تفصيلاتها ومواقعها. ومن خلال ملحق النهار ونشاطه المباشر، كان له دور رائد في دعم ربيع دمشق أوائل هذا القرن، وفي صناعة" إعلان بيروت- دمشق، إعلان دمشق- بيروت" الطليعي، بمشاركة نخبة لبنانية وسورية وتوقيعهم.
مع الثورة السورية لم يكن محايداً أبداً، واعتبرها قضيّته المباشرة. ردّ على حديث النظام عن "المؤامرة" وراء الانتفاضة الشعبية بالحجة الدامغة، وقال في مقال له إن هنالك ثلاث حقائق ضدّ ذلك الادّعاء هي حراك النخبة الثقافية ثمّ مأساة أطفال درعا واستخفاف النظام وتوجيهه الإهانة تلو الإهانة إلى الشعب. ثمّ لم يتردّد في توجيه التحذير والنقد إلى الثورة وقياداتها المفترضة في أواخر العام ٢٠١١، ليلفت الانتباه إلى الأخطاء الداهمة: الطائفية والتسلّح والتدخّل الخارجي.

وفي مقالة له في صيف ٢٠١٦، قال إنه "مثلما تشكل فلسطين مقياساً أخلاقياً ليس للعالم العربي فقط، بل لمعايير الأخلاق الإنسانية أيضاً، كذلك صارت سوريا اليوم، مقياساً أخلاقياً كونياً"..." بصرف النظر عن الاداء السياسي للمعارضات السورية، وعجزها عن بناء إطار وطني، يضع التضحيات السورية الهائلة، والتي لا سابق لها، في اطارها، كنضالات من أجل حرية الانسان وكرامته الفردية والجماعية وحقه في العدالة" فكان سورياً أكثر من بعض السوريين.

إن الكتاب السوريين، إذ ينعون اليوم الياس خوري، الذي دعم رابطتهم وكان عضو الشرف فيها منذ تأسيسها، يتقدّمون من زوجته وأولاده وكلّ رفاقه وأصدقائه في لبنان وفلسطين وسوريا خصوصاً بالتعزية من القلب، ويعتبرون أنفسهم أهلاً لقبول العزاء بالفقيد بدورهم.. كما ويعدونه بالحفاظ على إرثه والشعلة التي تركها في قلوبهم وعقولهم.
كان موجوداً معنا دائماً، وسيبقى!

16/09/2024
رابطة الكتاب السوريين
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها