سيرة نصرالله(7): القرار 1559 واغتيال الحريري

11 أيلول غزوة نيويورك من قبل تنظيم "القاعدة"، إرباك في الوسط الاسلامي، السنّي تحديداً، العالم في صراع جديد مع الإرهاب. في 27- 28 آذار 2002 انعقدت القمة في بيروت حيث اعتمدت المبادرة السعودية الهادفة الى وضع حد للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني ونظرية "الأرض مقابل السلام"، في أواخر اذار وبداية نيسان، قامت القوات الاسرائيلية بتوغل قاتل في الضفة الغربية، رد حزب الله بعمليات عسكرية امتدت على أيام في مزارع شبعا...

في نيسان 2003 معركة سقوط بغداد، وهي المعركة التي حصلت بين القوات المسلحة العراقية السابقة والجيش الأميركي. نقل في حينها عن ارتباك في موقف حزب الله بشأن الوضع في العراق. وثمة تباين في الرأي بين قادة هذا الحزب بشأن الموقف من المقاومة العراقية السياسية والعسكرية للاحتلال الأميركي، وإذا ما كان من المفترض تأييدها أم لا؟ يقول موقع "الجزيرة": ينجم هذا الارتباك عن كون هذه المقاومة متهمة بأنها "سنية" وأن "فلول صدام" هي التي تقف وراءها، فضلاً عن خضوع المقاومة العراقية لحصار إعلامي وسياسي من أطراف عربية أساسية تتبع الولايات المتحدة. وقارنت المصادر ظروف الارتباك في موقف حزب الله مع الظروف التي سبقت غزو واحتلال العراق، عندما اقترح نصرالله صيغة "مؤتمر طائف" عراقي يجري مصالحة وطنية بين المعارضة العراقية والنظام السابق، مما يعزز الجبهة الداخلية في مواجهة خطة الغزو الأميركية.

في 3 أيلول 2004 أصدر مجلس الأمن في الامم المتحدة القرار 1559 الذي يمنع التدخل السوري في الشؤون اللبنانية، وينتقد كل من سوريا ولبنان على التعديل الدستوري المنوي اجراؤه للتمديد للرئيس اميل لحود ثلاث سنوات اضافية حتى تشرين 2007.

ومن بين البنود، دعا القرار 1559، الى تفكيك ونزع سلاح كافة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، في إشارة إلى حزب الله. كما دعا إلى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان. وعلى الرغم من القرار، عدل البرلمان الدستور، فسمح للرئيس لحود بالبقاء في الحكم ثلاث سنوات إضافية. أحداث كثيرة جعلت حزب الله يضع يده على الزناد.

في 1 تشرين الأول 2004، أُصيب الوزير مروان حمادة في مُحاولة اغتيال فاشلة عن طريق تفجير سيارة مُفخخة في رأس بيروت، أسفر عن مقتل حارسه الشخصي وإصابة سائقه. في 14 شباط 2005 اغتيل رفيق الحريري قرب السان جورج. انقسام حاد في البلد بين محوري 8 و14 آذار... في كراسه "أشياع السنّة وأسنان الشيعة" يختصر الباحث احمد بيضون المشهد، يقول حين ننظر في منشأ المأزق اللبناني الراهن وغلبة الملمح السني- الشيعي على تقاسيمه، يتعين علينا، بطبيعة الحال، أن نأخذ في الاعتبار مسار العلاقات السورية- الأميركية من حرب الخليج في سنة 1991 إلى حرب العراق ابتداء من سنة 2003. يضيف بيضون، حين اغتيل الحريري، فسّر الأمين العام لـ"حزب الله" امتناع حزبه عن المشاركة في التشييع بـ"شيء" سنّي- شيعي شعر بوجوده في "الجو". وقد بدا الأمين العام الذي حرص على إبراز علاقاته الطيبة، حتى النهاية، بالراحل، متعجباً من هذا "الشيء" وهذا "الجو". ولم يكن الذين اكتشفوا هذا الشيء لتوّهم وتعجبوا منه بقلائل بين اللبنانيين. كان السنّة الحريريون، أي التيار الكاسح في الطائفة السنّية، قد انقلبوا جماعة، ومعهم حلفاء قدماء وآخرون أخذوا يستجدون، إلى مواجهة الوصاية السورية وطلب رحيلها وتنحية أعوانها اللبنانيين.