شكَّلت فلسطين مسرح اختبار للانحراف الأخلاقي السياسي العالمي، ثم صارت منبراً يتناوب على الكلام فوقه من احترف النفاق السياسي والتضليل الإعلامي والتزوير التاريخي.
من قال بالحرب، عليه أن يقدم أغلى التضحيات، لأن ذلك خياره، ومن قال بالسياسة البديلة، عليه تقديم كل ما من شأنه إعادة بناء السياسة على أسس السيادة المهدّدة بالعدوان أولاً وقبل أي شيء آخر...
لا يغيّر اسم المقاومة الإسلامية في مضمون لبنانيتها، ولا تنقص مستنداتها "الروحيّة" من زمنيّتها اللبنانية، لذلك، يقتضي الأمر التعامل مع أدائها على قاعدة انتسابها اللبناني الأصيل، وليس على قاعدة نعتها بخارجية دخيلة.
بين طلب الحسم السريع من قبل العدو، وعمل المقاومين من أجل قلب معادلة زمن العدو ومواقيته، تحضر السياسة التي يختصرها سؤال المراقبين: ماذا عن اليوم التالي؟
الرئيس برّي ما زال الأقدر، شيعيّاً، على استيعاب بيئته وعلى ترشيدها، وهو ووليد جنبلاط، ما زالا الرمزين "المخضرمين" اللذين يكادان يكونان وحيدين، في فهم ما تبقى من صيغة لبنانية.
من دون إنكار للواقع، باتت المقاومة الإسلامية اللبنانية في حاجة إلى من يؤازرها في الحرب التي تدور فوق أرضها، بعد أن انكشف المشهد الإقليمي، خصوصاً الإيراني منه.
تعريف أصحاب الشأن اللبنانيين للنصر، لا يلقي موافقة أكثر من نصف اللبنانيين، لذلك من واجب "المقاومة اللبنانية" القيام بمراجعة لشعاراتها وسياساتها وأدائها.
يجب أن يكون جوهر اهتمام المعارضة خلق مناخ "احتضان" يلاقي المناخ المستجد لدى "أهل المقاومة"، فتصير اللغة بعيدة عن منطق الإيحاء بالغلبة، أو الإيحاء باستثمارها.
الذين جرى تأديبهم حتى الآن، الجمهورية الإسلامية في إيران، والدول العربية على اختلاف مسافاتها الجغرافية من فلسطين، وتركيا، التي حاولت تميّزاً في السياسة وفي "الإيديولوجيا".
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث