الأحد 2024/09/08

آخر تحديث: 16:10 (بيروت)

"قسد" تتحدى تركيا.. وتبدأ التحضير للانتخابات البلدية

الأحد 2024/09/08
"قسد" تتحدى تركيا.. وتبدأ التحضير للانتخابات البلدية
تتحدث "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" عن إمكانية إجراء الانتخابات في مقاطعات دون أخرى (Getty)
increase حجم الخط decrease
بعد تأجيلها لأكثر من مرة على وقع ضغوط محلية ودولية، أعلنت "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مجدداً، عن بدء التحضيرات لإجراء انتخابات بلدية في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال شرق سوريا.

في الوقت المناسب
جاء ذلك في قرار صادر عن الإدارة، أكدت فيه أنها فوضت الهيئة العليا للانتخابات التابعة لها للعمل على إجراء انتخابات البلديات. ولم يحدد القرار تاريخاً للانتخابات، مكتفياً بربط إجراء الانتخابات بـ"الوقت المناسب" الذي تراه هيئة الانتخابات، وحسب وضع كل "مقاطعة".
وكانت الإدارة الذاتية، قد أجلت الانتخابات التي كانت مقررة في أواخر أيار/مايو إلى منتصف حزيران/يونيو، ومن ثم إلى آب/أغسطس، لكنها تراجعت عن الخطوة من دون الإعلان رسمياً، بعد تصعيد اللهجة والتهديدات التركية، واعتبار واشنطن حليفة "قسد" الرئيسية أن "الوقت غير مناسب في سوريا لإجراء الانتخابات".

توقيت ملغوم
ويرى مراقبون أن طرح "قسد" للانتخابات لا يعدو كونه محاولة للفت الأنظار، في ظل التطورات التي يشهدها مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، حيث يتخوف الأكراد من ارتدادات سلبية لهذا المسار، خصوصاً أن أنقرة كانت قد دعت النظام السوري والمعارضة إلى المصالحة لقتال "قسد".
ويتحدث الباحث والكاتب السياسي علي تمي عن "توقيت ملغوم" اختارته "قسد" للتلويح بإجراء الانتخابات التي تُغضب تركيا.
ويقول لـ"المدن": "لا يمكن فصل توقيت الحديث من (قسد) عن إجراء الانتخابات عن التطورات التي يشهدها مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، خصوصاً في ظل رفع سقف المطالب من الجانبين، وتحديداً تمسك تركيا بتمديد وتوسيع مفاعيل اتفاقية أضنة، ورفض النظام لذلك".

ابتزاز تركيا
بذلك، لا يمكن فصل تلويح "قسد" مجدداً بالانتخابات عن التفاوض القائم بين أنقرة والنظام السوري، كما يرى تمي، معتقداً أن "(قسد) تراجعت عن الانتخابات لتهيئة الأرضية للمفاوضات بين تركيا والنظام السوري، والآن يُعاد الطرح مراعاة لمخاوف "قسد"، وابتزازاً لتركيا".
وكانت تركيا قد أعلنت في أكثر من مرة رفضها القاطع لإجراء الانتخابات في شمال شرقي سوريا، واعتبر وزير الدفاع التركي يشار غولر، في حزيران/يونيو أن هدف الانتخابات "تأسيس دولة إرهابية في المنطقة"، وقال: "نرفض بشكل قاطع هذه الإجراءات الانتخابية المزعومة، وهي مرحلة إنشاء دولة إرهابية مصطنعة تتنافى مع الواقع الإقليمي".
تزامناً، كثفت تركيا الضربات الجوية ضد مواقع "قسد" في شمال شرقي سوريا، بهدف "إظهار القوة"، وتقاطع ذلك مع الموقف الأميركي غير الداعم لإجراء الانتخابات، الذي عبر عنه حديث نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، بقوله إن: "شروط الانتخابات الحرة والنزيهة في شمال شرقي سوريا غير متوفرة".

حاجة محلية
واللافت، من وجهة نظر مدير مركز "رامان للدراسات" الباحث المتخصص في الشأن الكردي بدر ملا رشيد، هو حديث الإدارة الذاتية عن إمكانية إجراء الانتخابات في مقاطعات دون أخرى.
وتقسم "قسد" مناطق سيطرتها إلى مقاطعات، وهي الشهباء وعفرين ومنبج  في ريف محافظة حلب، والفرات والطبقة التابعتان لمحافظة الرقة، إضافة إلى مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي ومناطق الجزيرة السورية في محافظة الحسكة.
وتشهد بعض المناطق مثل دير الزور والرقة حالة من عدم الاستقرار والاشتباكات المتقطعة، وذلك على خلفية اتهام "قسد"، بعدم إشراك المكون العربي (العشائري) في حكم وإدارة المنطقة، ما يجعل من إجراء الانتخابات في هذه المناطق "حاجة محلية".
ووفق ملا رشيد، فإن الانتخابات قد تجري في المناطق العربية (الرقة، منبج، دير الزور) فقط، ويقول لـ"المدن": "من الواضح أن (قسد) تريد أن تتماهى مع المطالب الشعبية في هذه المناطق، وتجري انتخابات فيها، لكن في بقية المناطق مثل القامشلي وكوباني، قد لا تجري أي انتخابات".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها