أثارت مجزرة الإسرائيلية لمدرسة "التابعين" في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد نحو 100 شخص، ردود أفعال شاجبة، تصدرتها دول عربية، وسط تشكيك اسرائيلي بأرقام الشهداء، ومزاعم حول استهداف مقاتلين في "حماس".
وحمّل الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الإدارة الأميركية، مسؤولية ارتكاب المجزرة "جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي للاحتلال"، وشدد على أنها "استمرار للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية والتي تؤكد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعية وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب".
الدول العربية
ودانت قطر بشدة القصف الإسرائيلي لمدرسة بقطاع غزة، وطالبت بتحقيق دولي يشمل إرسال محققين أمميين لتقصي الحقائق في استهداف إسرائيل للمدارس، وفق بيان الخارجية القطرية.
من جهتها، قالت الخارجية السعودية إن المملكة تدين بأشد العبارات، استهداف إسرائيل مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين شرقي غزة، وأضافت أنه "يجب وقف المجازر الجماعية في القطاع الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال، ونستنكر تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".
بدورها، دانت مصر، السبت، قصف إسرائيل مدرسة التابعين بحي الدرج وسط مدينة غزة، وأكدت مواصلة جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في القطاع مهما تكبدت من مشاق، وطالبت بموقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل، وأضافت أنها ستستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية وفي اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشتى الطرق والوسائل.
الأردن والعراق
كما دان الأردن القصف الإسرائيلي لمدرسة التابعين، معتبراً ذلك خرقاً للقانون الدولي واستهدافاً ممنهجاً للمدنيين، كما عدّ القصف الإسرائيلي خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، واعتبره مؤشراً على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة تلك الجهود وإفشالها.
وفي العراق، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إدانته للمجزرة، فيما أكدت وزارة الخارجية العراقية ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي والإسلامي موقفاً حازماً في ما خص الممارسات الإسرائيلية، في حين دان المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني المجزرة الإسرائيلية الجديدة في غزة.
تركيا وإيران
من جانبها، قالت تركيا إن إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية بقتلها أكثر من 100 مدني ممن لجؤوا إلى مدرسة بحي الدرج في غزة.
ودان جودت يلماز، نائب الرئيس التركي، السبت، القصف الإسرائيلي للمدرسة، وقال إن "حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا تشبع من الدماء، وتحبط الجهود الدبلوماسية بكل أنواع الاستفزازات، وتهدد السلام الإقليمي والعالمي".
وفي إيران، قال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، إن هدف النظام الإسرائيلي من قتل المصلين في مدرسة التابعين بغزة واغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران هو إثارة الحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار.
اسرائيل تشكك بالارقام
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان ثان أصدره السبت بشأن استهدافه مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة، إنه "وفق المعلومات الاستخبارية التي كانت بحوزة جيش الدفاع عمل داخل المجمع المستهدف في مدرسة التابعين نحو 20 مخرباً ومن بينهم إرهابيون كبار، استخدموه للترويج لاعتداءات إرهابية".
وادعى الجيش أن المجمع كان بمثابة "مجمع إرهابي ناشط لحماس والجهاد الإسلامي"، وقال إن جيش الاحتلال "سيواصل فحص الموضوع ويدعو وسائل الإعلام إلى توخي الحذر بالمعلومات التي تقوم بنشرها جهات حماس".
تشكيك وتنصّل
ولم يعترف الجيش الإسرائيلي بقتل مدنيين باستهدافه للمدرسة، علاوة على ذلك، شكك في أرقام وزارة الصحة الفلسطينية فيما خص عدد الشهداء بالمجزرة، قائلاً: "يتضح من الفحص الأولي في جيش الدفاع أن الأرقام التي يصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي يعتبر ذراعاً إعلامياً حمساوياً مبالغ فيها ولا تتطابق مع المعلومات الواردة في جيش الدفاع ونوع الذخيرة الدقيقة التي تم استعمالها والدقة في الاستهداف".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أقرّ بقصفه مدرسة التابعين التي تؤوي نحو ألفي نازح، ويفترض أن تشكل ملاذاً آمناً لهم بعد أن غادروا بيوتهم ومساكنهم، في واحدة من كبرى المجازر التي شهدها قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها