السبت 2024/07/06

آخر تحديث: 17:45 (بيروت)

فوز بزشكيان:متنفس للغالبية الايرانية..المتعبة من القمع والتوتر

السبت 2024/07/06
فوز بزشكيان:متنفس للغالبية الايرانية..المتعبة من القمع والتوتر
حاز بزشكيان على ثقة قاعدة انتخابية يُعتقد أنها تتألف من أبناء الطبقة الوسطى (غيتي)
increase حجم الخط decrease


عزز فوز الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان، الآمال في تحسين علاقات إيران مع الغرب مما قد يوجِد مجالا لتسوية خلافاتها مع القوى العالمية حول أنشطتها النووية، وسط تهنئة عربية تصدرتها السعودية وقطر والكويت والامارات.

ويدعو الإصلاحي بزشكيان إلى سياسة اجتماعية أكثر تسامحًا وانفتاحٍ أكبر على الغرب. وحصل بزشكيان على ما يزيد عن 16 مليون صوت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، فيما حصل منافسه المحافظ المتشدد سعيد جليلي على أكثر من 13 مليون صوت، بحسب نتائج أولية نشرتها وزارة الداخلية.

وتمكن بزشكيان من الفوز بفضل ثقة قاعدة انتخابية يُعتقد أنها تتألف من أبناء الطبقة الوسطى في المناطق الحضرية والشبان المصابين بخيبة أمل كبيرة من الحملات الأمنية التي سحقت على مدى السنين أي معارضة علنية للحكم الديني.

وتزامنت الانتخابات مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب صراعي إسرائيل مع كل من حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وهما من حلفاء إيران، فضلا عن زيادة الضغوط الغربية على إيران بشأن برنامجها النووي سريع التقدم.

وفي ظل النظام الإيراني المزدوج الذي يجمع بين الحكم الديني والجمهوري، لا يستطيع الرئيس إحداث أي تحول كبير في السياسة بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط إذ إن المرشد علي خامنئي هو من يتولى كل القرارات المتعلقة بشؤون الدولة العليا، حسبما أفادت "فرانس برس"، غير أن الرئيس "يمكنه التأثير من خلال ضبط إيقاع السياسة الإيرانية، وسيشارك بشكل وثيق في اختيار خليفة خامنئي"، الذي يبلغ من العمر حاليا 85 عاماً.

وتمكن بزشكيان الشديد التقوى من كسب دعم المعسكر الاصلاحي، لا سيما تأييد الرئيسين الأسبقين محمد خاتمي وحسن روحاني، وكذلك وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، مهندس الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى الكبرى في العام 2015. ويعد الرئيس موالياً للحكم الديني في إيران ولا يعتزم مواجهة صقور الأمن الأقوياء والحكام الدينيين.

تهنئة عربية
وبعث قادة دول برسائل تهنئة إلى بزشكيان من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وقال أمير قطر في منشور عبر حسابه الرسمي في "إكس": "خالص التهاني للدكتور مسعود بزشكيان بمناسبة انتخابه لمنصب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، راجين له كل التوفيق في خدمة بلاده نحو مزيد من الازدهار والنماء، بما يعود بالنفع على منطقتنا والعالم، متمنين للجمهورية حكومة وشعبا موصول التقدم والرخاء"، حسبما أفادت وكالة الانباء القطرية (قنا).

وقال الملك السعودي في برقية تهنئة للرئيس الإيراني المنتخب: "بمناسبة فوزكم بالانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يسرّنا أن نبعث لفخامتكم أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد". وأكّد تطلّع بلده "إلى الاستمرار في تنمية العلاقات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، ومواصلة التنسيق والتشاور في سبيل تعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي".

بدورها هنأت الكويت الرئيس الإيراني الجديد، وتمنى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح "للجمهورية الإسلامية الإيرانية المزيد من الرقي والازدهار"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) السبت.

أمّا الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فكتب على منصة إكس: "أتمنى لـ(مسعود بزشكيان) التوفيق في خدمة بلاده وتحقيق تطلعات شعبها، وأتطلع للعمل معه لما فيه الخير لبلدينا وشعبينا".

سياسة انفتاح وتسامح
ولم يكن أحد يتوقّع أن يتمكّن هذا النائب عن تبريز، أكبر مدينة في شمال غرب إيران، من تحقيق هذه النتيجة عندما قبل مجلس صيانة الدستور طلب ترشّحه مع خمسة مرشّحين آخرين، كلهم من المحافظين، للانتخابات المبكرة التي تقرر تنظيمها بعد وفاة الرئيس ابراهيم رئيسي في تحطّم مروحية.

وبزشكيان البالغ 69 عاماً ليس شخصية بارزة في معسكر الإصلاحيين والمعتدلين الذين تراجع تأثيرهم في مواجهة المحافظين في السنوات الأخيرة.

وخلال حملته الانتخابية، أظهر بزشكيان تواضعاً سواء في مظهره إذ غالباً ما اكتفى بارتداء سترة عادية، أو في خطاباته التي خلت من أي مغالاة أو وعود كبرى. وهو رب أسرة تولى بمفرده تربية ثلاثة أولاد بعد وفاة زوجته وأحد أولاده في حادث سير في العام 1993، ويعتبر نفسه "صوت الذين لا صوت لهم". وتعهّد العمل لتحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر حرماناً.

ومقارنة مع خصومه، تبقى الخبرة الحكومية لهذا الطبيب الجراح محدودة. وهي تقتصر على توليه حقيبة الصحة في حكومة خاتمي الإصلاحية من العام 2001 حتى العام 2005.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها