أعربت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن استعداها للحوار مع تركيا وباقي الأطراف الفاعلة على الأرض للوصول إلى حل ل"الأزمة" السورية.
وقال القائد العام لقسد مظلوم عبدي في بيان، إن الأزمة السورية لا يمكن حلها بالعنف والقتال والحرب إنما بالحوار، معرباً عن استعداده للحوار مع جميع الأطراف حتى مع القوى الفاعلة على الأرض، لكن مع مراعاة ما أسماها "المبادئ والحقوق الأساسية" لدى قسد ومكونات شمال شرق سوريا.
وأضاف عبدي "نحن مستعدون للحوار مع كل القوى بما فيها تركيا، وسندعم أي حوار يؤدي إلى وقف القتال والتوصل إلى حل سياسي للأزمة. لقد عملنا دائماً من أجل وحدة الجغرافيا السورية ومنع تقسيمها، وسنواصل هذا النضال".
وفي إشارة لاحتمال التطبيع بين تركيا والنظام السوري، شدد عبدي على رفض اتخاذ أي خطوة على حساب "قسد" قائلاً: "لا يجوز اتخاذ أي خطوة على حساب شعبنا ومكونات شمال وشرق سوريا، فنحن نعاني كثيراً في مناطقنا بسبب معارضة القوى الإقليمية والدولية والتدخل السافر والسلبي للنظام السوري".
وأشار إلى أن قسد مستمرة في الدفاع عن مناطقها ضد هجمات داعش والقوات التركية، لافتاً إلى أن تعداد مقاتليه وصل إلى 100 ألف مقاتل، ولديهم أحدث التقنيات العسكرية.
وسبق حديث عبدي، بيان من الإدارة الذاتية الذراع السياسي لقسد، أكدت خلاله رفضها مجدداً للتقارب بين تركيا والنظام السوري، واعتبرته بمثابة "الخطوة العدائية".
وقال بيان الإدارة الذاتية إن موضوع المصالحة بين أنقرة ودمشق بات "يلوح من جديد"، مضيفاً أنها تأتي بعد 10 سنوات "لعبت فيها تركيا دورها السلبي من خلال دعمها لمجموعات إرهابية ومرتزقة على حساب سوريا وقضية شعبها، وإفراغ المعارضة من مضمونها الجوهري وحرفها عن مسارها الحقيقي".
وذكر البيان أن أي "اتفاق أو تفاهم بين أي طرف من الأطراف لا يشمل حلاً سياسياً جذرياً يضمن العودة الآمنة الكريمة للسوريين ويضمن الاستقرار المبني (...) والانسحاب من الأراضي المحتلة، يعتبر خطوة عدائية ضد سوريا والسوريين".
وكانت الإدارة الذاتية قد اعتبرت في وقت سابق، أن أي تطبيع محتمل بين أنقرة ودمشق هو "ضد مصلحة السوريين عامة وتكريس للتقسيم وتآمر على وحدة سوريا وشعبها، كذلك لن يحقق هذا الاتفاق أي نتائج إيجابية بل سيؤدي لتأزيم الواقع السوري ونشر مزيد من الفوضى".
وتخشى قسد المسيطرة على شمال شرق سوريا بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، أن يمر اتفاق التطبيع بين النظام السوري وتركيا، على حساب سيطرتها هناك، وذلك من خلال عملية عسكرية مشتركة بين الجانبين تستهدف طردها، وهو ما عبّر عنه المسؤولون الأتراك أكثر من مرة كإحدى النتائج الأساسية للتطبيع.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها