نفّذت قوات النظام السوري هجوماً كثيفاً بالمسيّرات الانتحارية الخميس، استهدف مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا، وذلك بالتزامن مع استمرار موجة النزوح في المنطقة.
15 مسيّرة
وقالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن قوات النظام استهدفت بعدد من الطائرات الانتحارية، معارة النعسان في ريف إدلب الشمالي الشرقي، ودارة عزة وتديل وكفر نوران في ريف حلب الغربي، ومناطق في ريف اللاذقية الشمالي.
وقال فريق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، إن مسيّرة انتحارية استهدفت منزلاً سكنياً في مدينة دارة عزة، لكن لم يسفر ذلك عن وقوع إصابات. وأضاف أن هجمات النظام وحلفاءه بواسطة هذه المسيّرات، لها "تهديدات خطيرة على حياة المدنيين، كما تقوّض الأنشطة التعليمية والزراعية وسبل العيش في مناطق واسعة بإدلب وحلب وسهل الغاب".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 15 مسيّرة انتحارية استهدفت أرياف إدلب وحلب واللاذقية، الخاضعة لنفوذ تحرير الشام، مضيفاً أن عنصراً من الأخيرة قتل بعد إسقاطه مسيّرة ثم انفجارها.
حركة نزوح
وشهدت القرى والبلدات الواقعة على محاور التماس مع قوات النظام، والقريبة منها، حركة نزوح جراء استمرار التصعيد المدفعي ضدها، وكذلك بسبب كثافة الاستهدافات بواسطة المسيّرات.
وقال "المرصد السوري" إن النازحين الجدد يواجهون صعوبة كبيرة في تأمين أماكن للسكن، لأن "جميع المنازل للإيجار قد امتلأت أو تُركت تحت وطأة الاستغلال، خصوصاً مع حلول فصل الشتاء، وغياب الحلول الإغاثية العاجلة لهم"، مشيراً إلى أن النزوح شمل نحو 20 قرية، من بينها قرى أصبحت خالية تماماً.
وقال فريق "منسقو استجابة سوريا" إن عدد النازحين من تلك المناطق بلغ 8,124 نازحاً في شهر تشرين الأول/أكتوبر فقط، مع استمرار النزوح نحو مناطق أكثر أمناً في الشمال السوري.
وأضاف أن المنطقة أصبحت تعاني من ضغط على الموارد والخدمات، بسبب كثافة المرحّلين من تركيا، والعائدين من لبنان إلى الشمال السوري، كما تشهد المنطقة أزمة سكن خانقة بسبب التزايد السكاني الكبير الذي ارتفع بنسبة 1.8 في المئة مقارنة بالعام الماضي. إلى جانب ارتفاع أسعار الإيجارات، وانخفاض الدعم الإنساني بشكل ملحوظ، بنسبة 57 في المئة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها