ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى، جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة تدمر ومحيطها، في ريف حمص، وسط سوريا، إلى أكثر من 100 من قوات النظام والميليشيات، لتكون بذلك أكثر الهجمات الإسرائيلية دموية على الإطلاق، والتي استهدفت ميلشيات إيرانية وقوات النظام على الأراضي السورية.
طائرات مسيّرة
وأوضحت مصادر متابعة لـ"المدن"، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت موقعاً يتبع للأمن العسكري-فرع البادية، قرب "المضمار 221"، والواقع أمام قلعة تدمر الأثرية، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 30 عسكرياً من عناصر الأمن في قوات النظام.
وكان ذلك بالتزامن مع استهداف مقرات هي عبارة عن أبنية سكنيةن داخل حي الجمعيات، في مدينة تدمر، وهي عبارة عن فلل وقصور استولت عليها ميلشيات عراقية مختلفة، أبرزها "فاطميون" و"حركة النجباء"، مشيرةً إلى أن الاستهداف كان مباشراً، وأوقع عشرات القتلى والجرحى من عناصر تلك الميلشيات من جنسيات عراقية وأفغانية وباكستانية.
إضافة إلى ذلك، استهدف الهجوم الإسرائيلي مستودعات يحرسها عناصر من حزب الله اللبناني، في المنطقة الصناعية، ما أسفر عن قتلى وجرحى، سبقه ارتفاع أعمدة الدخان واللهب منها. وأكدت المصادر أن المستودعات تحوي على طائرات مسيّرة إيرانية.
وأضافت أن السبب الرئيسي المرجّح وراء استهداف تلك المقرات والمستودعات، هو عمليات إطلاق المسيّرات نحو شمال إسرائيل، انطلاقاً من محيط تدمر، من قبل حركة "النجباء"، المنضوية ضمن ما يعرف "المقاومة الإسلامية في العراق".
وأوضحت أن منطقة تدمر الواقعة في البادية السورية، أصبحت مؤخراً منطلقاً لعمليات إطلاق المسيّرات نحو شمال إسرائيل، وكذلك من مناطق قريبة منها، حيث تنطلق مسيرات تستهدف قواعد أميركية، تركّز وعلى قاعدة التنف، القريبة منها.
100 قتيل وجريح
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حصيلة الضربات على مدينة تدمر، ارتفع لأكثر من 100 قتيل وجريح وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ"المدن"، أن القتلى هم 42 من الميليشيات الموالية لإيران، من الجنسية السورية، بينهم 5 ضباط متعاونين مع حزب الله، و و22 من جنسية غير سورية، غالبيتهم من "حركة النجباء"، بينما سقط 4 قتلى من حزب الله.
وبذلك، فإن حصيلة القتلى غير النهاية هي 68 قتيلاً، بينما جرح أكثر من 40 آخرين، حسبما أوضح عبد الرحمن. وقال إن الهجمات استهدفت 3 مواقع في تدمر، إحداها موقع اجتماعات للميليشيات الإيرانية مع قياديين من حركة النجباء العراقية.
الهجوم الأكثر دموية
ولم يسبق أن نفّذت إسرائيل هكذا هجوم على الأراضي السورية، لناحية دمويته وكذلك لناحية الاستهداف المتعمد والمباشر للأهداف المستهدفة لإيقاع أكبر عدد من القتلى، ما أدى بالمحصلة لسقوط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والميلشيات الإيرانية.
وكان آخر هجوم دموي مماثل، لكنه أقل حدّة، وقع في حزيران/يونيو، واستهدفت فيه الطائرات الإسرائيلية مواقع للميلشيات الإيرانية في بلدة حيان، في ريف حلب الشمالي، وأدى لمقتل نحو 30 عسكرياً، بينهم المستشار في الحرس الثوري الإيراني سعيد آيبار.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها