انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، من كافة أنحاء مدينة جنين، ومخيمها، شمالي الضفة الغربية، صباح الخميس، بعد عملية عسكرية استمرت نحو يومين، خلّفت 8 شهداء فلسطينيين، و19 إصابة، وعشرات المعتقلين، وتدميراً كبيراً في المنازل والبنية التحتية.
وعلى مدار يومين، اندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدة مناطق، أبرزها الحي الشرقي للمدينة، وأطراف المخيم، وقرية كفر دان.
وفي السياق، استشهد فلسطيني وأصيب آخر في منطقة الصدر برصاص قوات الاحتلال، في مخيم عين بيت الماء للاجئين، بعد اشتباكات شهدها المخيم، خلال اقتحام المنطقة الغربية المحيطة بشارع السكة، ومخيم العين، في نابلس، فجر الخميس.
وأطلق مقاومون النار تجاه آليات وقوات الاحتلال خلال انسحابها على الأطراف الشرقية لمدينة نابلس، قرب المدخل الشمالي لمخيم بلاطة.
وقالت سرايا القدس-كتيبة نابلس في بيان، إن مقاتليها تمكنوا من التصدي لقوات العدو على محاور القتال في مخيم العين، وإنذارهم بزخات كثيفة من الرصاص.
الاعتقالات والاقتحامات مستمرة
وبالتزامن، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر وصباح الخميس، حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين، بينهم جرحى وأسرى سابقين، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم الضلوع في أعمال مقاومة مسلحة.
وتركزت حملة المداهمات والاعتقالات في مختلف محافظات الضفة، تم خلالها تفتيش عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.
وخلال الاقتحامات، أطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية بكثافة في طولكرم، ما أدى إلى أصابة شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال.
يأتي ذلك في إطار سلسلة الاعتداءات اليومية التي ينفذها الاحتلال ضد الفلسطينيين في مختلف محافظات الضفة. ووثّق مركز معلومات فلسطين "معطى"، 22 عملاً مقاوماً ضد جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة، والقدس، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأفاد "معطى" في بيان، اليوم، بأن عمليات المقاومة في الضفة والقدس ضمن معركة "طوفان الأقصى"، سُجّل خلالها 4 عميلات إطلاق نار واشتباكات مسلحة وتفجير عبوات ناسفة ومحاولة طعن. ورصد المركز اندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في 10 نقاط تماس متفرقة، وإلقاء زجاجات حارقة وتصدي للمستوطنين ضمن مواجهتين.
اقتحام المسجد الأقصى
وفي سياق متصل، اقتحم عشرات المستوطنين صباح الخميس، باحات المسجد الأقصى، تحت حراسة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما داهمت جرافات الاحتلال منشأة تجارية وجرّفت أرضاً زراعية في بلدة قبلان، جنوب نابلس، بحجة عدم الترخيص.
وأفاد رئيس بلدية قبلان رياض عملة، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة صباحاً، برفقة جرافة عسكرية، وشرعت بهدم "بركس" غربي البلدة، موضحاً أن سلطات الاحتلال أخطرت قبل نحو شهر، 30 منشأة في البلدة بالهدم. ورغم انتزاع أمر قضائي بوقف الهدم لعدد منها، إلا أن جرافات الاحتلال جرّفت وخرّبت أراضٍ زراعية.
وتفرض سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة على أبواب المسجد الأقصى، وفي محيطه، تزامناً مع اقتحامات المستوطنين المستمرة، في ظل قيود مشددة تفرضها على وصول المقدسيين وفلسطينيي الداخل.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها