رأت صحيفة "هآرتس" العبرية ،أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قد يلجأ لصفقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، لأجل منع تدفق السلاح إلى حزب الله في لبنان، في إطار اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار بين الأخير وإسرائيل، كما أنه قد يقوم بمراجعة سياساته تجاه نظام الأسد.
"الشريك الصامت"
واستعرضت الصحيفة في تقرير، النقاط الخلافية للوصول إلى اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل، معتبرةً أن واحدة من "الثغرات الحرجة"، ستكون قدرة الحكومة على تحديد وعرقلة طرق إمداد حزب الله بالأسلحة، سواء عن طريق البر من سوريا أو عن طريق البحر.
ووجه على إثر تلك الثغرة، سؤال رئيسي إلى إسرائيل والدول الضامنة للاتفاق، خصوصاً الولايات المتحدة، يتمحور حول ما إذ كان تهريب الأسلحة إلى لبنان سيُعتبر خرقا للاتفاقية. وإن صح ذلك، فسوف تتحرك إسرائيل ب"شرعية رسمية" لاتخاذ إجراء عسكري داخل الأراضي اللبنانية، ما قد يهدد استقرار الاتفاقية وتنفيذها.
ولتنفيذ ذلك الجانب من الاتفاقية، قد تذهب إسرائيل للتعاون مع "شريك صامت" في دمشق، هو رئيس النظام السوري بشار الأسد، حسبما جاء في التقرير.
ترامب والصفقات الكبرى
وقالت الصحيفة إن الأسد يرى في فوز ترامب، فرصة لاستعادة مكانته في الولايات المتحدة، وذلك بالتزامن مع تحول تمثل بإعادة تطبيع الدول العربية للعلاقات معه، بينما شرعت 7 دول أوروبية بصياغة مقترح لمراجعة سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه الأسد.
ورأت أن ترامب قد يلجأ لصفقة مع الأسد لحل بند وقف تهريب السلاح من سوريا إلى حزب الله، في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأيضاً من أجل التعاون في حماية الأكراد في الشمال السوري، بسبب عزم ترامب سحب على قواته من شمال شرق سوريا.
وقالت إن ترامب المعروف بميوله نحو "الصفقات الكبرى"، قد يقوم بـ"مراجعة" السياسة الأميركية تجاه سوريا، واقتراح استراتيجية قد لا تستلزم بالضرورة إزالة إيران من سوريا، ولكنها قد تهدف إلى منع نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان، مضيفةً أن هذا النهج يمكن أن يضع الأسد في دور "الشريك الصامت" في أي اتفاق مستقبلي يتعلق بلبنان.
الأسد الحيادي
وكشف تقرير الصحيفة العبرية، أن روسيا رفضت طلباً إسرائيلياً لمنع تهريب السلاح من سوريا إلى حزب الله في لبنان. وعلّلت موسكو ذلك بأنه خارج نطاق مهمة القوات الروسية العاملة في سوريا، كما أن تنفيذ مثل هذا الطلب، سيتطلب من الأخيرة إقامة نقاط تفتيش والإشراف على المعابر الحدودية، "وهي إجراءات تستلزم موافقة" نظام الأسد.
وفيما اعتبرت أن اعتماد الأسد الاقتصادي على إيران يحدّ من قدرته على المطالبة بسحب القوات الإيرانية، أكدت أنه قاوم محاولات الحرس الثوري استهداف إسرائيل من الجنوب السوري، كما حافظ على حيادتيه مما يجري في غزة، وقمعت أجهزته الأمنية أي مظاهرات متضامنة معها، إضافة إلى أنه رفض بشكل قاطع بحثا إيرانياً، لنقل قيادات حماس من قطر إلى سوريا.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها