قدم عضو الائتلاف الوطني السوري ومنسق مكتب شؤون اللاجئين فيه اللواء سليم إدريس استقالته من الائتلاف، كما يستعد أعضاء بارزون تسلموا مناصب قيادية لتقديم استقالتهم أيضاً.
استقالة إدريس
ونقل "مرصد الإصلاح" المعارض للائتلاف جزءاً من نص طلب استقالة إدريس جاء فيه: "الزملاء والزميلات الكرام: أشكركم على الفترة التي تقارب عاماً عملت خلالها معكم، واليوم الأربعاء 13 أيلول 2023، أعلن انسحابي من الائتلاف متمنياً لكم النجاح والتوفيق".
وأكد المرصد أن أعضاء آخرين في الائتلاف على وشك إعلان استقالاتهم منه بسبب "الطريقة المهينة التي تم فيها فرض هادي البحرة رئيساً للائتلاف، والتعيينات التي تمت، وعدم محاسبة الائتلاف لما يسمى رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى الذي هدد الأعضاء بأن تعيين البحرة سيتم ب(الصرماية)".
وجاءت استقالة إدريس بعد يوم واحد من انسحاب الكاتب والروائي حافظ قرطوط ابن محافظة السويداء من عضوية بالائتلاف.
والثلاثاء، أعلن الائتلاف الوطني انتخاب هادي البحرة رئيساً له خلفاً للرئيس السابق سالم المسلط، خلال اجتماع الهيئة العامة للائتلاف في دورتها ال68 الثلاثاء، في إسطنبول.
لماذا استقال إدريس؟
ويشغل إدريس منسق مكتب شؤون اللاجئين في الائتلاف، وكان قد ضُم إلى الهيئة السياسية في الائتلاف كعضو مستقل في أب/أغسطس 2022.
وحول أسباب استقالة إدريس، يقول مصدر مقرب من الائتلاف ل"المدن"، إن إدريس جرى ضمّه لكي يكون رئيساً للائتلاف خلفاً لسالم المسلط، وأجريت تغييرات داخلية في الائتلاف حينها من أجل ذلك.
لكن ما جرى خلال الفترة الماضية هو أن أعضاء بارزين في الائتلاف قدموا بإدريس تقارير إلى المخابرات التركية عن امتعاضه من التطبيع التركي مع النظام السوري، وعدم رضاه عنه.
كما لم يخفِ أمام كثيرين شجبه لجميع اللقاءات التي جرت بين الجانبين، رغم أنه في البداية كان الجانب التركي راضٍ عن تسلمه رئاسة الائتلاف، حسب المصدر.
ويقول إن إدريس كان يفكر بالاستقالة منذ زمن، وله تاريخ بعدم الرضا عن أداء الائتلاف ومؤسساته، وهو ما دفع به للاستقالة من رئاسة وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة في أيلول/سبتمبر 2021.
ويلفت إلى حقيقة أن ادريس وجد ب"المهزلة" الأخيرة التي حصلت خلال انتخاب هادي البحرة، فرصة سانحة للاستغلال وتقديم استقالته من دون أن يلجأ أحد لثنيه عن الاستقالة من باب "المونة"، كما حصل مع قرطوط عندما قدم استقالته قبل عام، وهوما دفع بالانسحاب وليس الاستقالة.
الاستقالات قادمة
وعن الشخصيات التي بصدد تقديم استقالتها، يقول مصدر آخر ل"المدن"، إن ابرز الأعضاء هم ربا حبوش نائبة الرئيس السابق للائتلاف سالم المسلط، ونصر الحريري الذي كان يشغل منصب رئيس الائتلاف قبل المسلط.
ويوضح المصدر أن هاتين الشخصيتين ستحاولان تقديم الاستقالة للقول بأن السبب هو طريقة فرض البحرة رئيساً للائتلاف، لكنه أكد أنهما يحاولان الهروب من لجنة مكافحة الفساد التي ينوي البحرة تفعيلها للكشف عن فساد المؤسسة المتشابك والكبير، والذي زاد خلال فترة تسلم الحريري ومن بعده المسلط.
ويؤكد أن البحرة بصدد تفعيل اللجنة مستنداً على دعمه من كتلتي العشائر والمجلس التركماني في الائتلاف، وبالتالي الحصول على نسبة تصويت من الهيئة العامة للائتلاف النصف زائد واحد اللازمة.
ويوضح أن الحريري أصبح وحيداً من دون ظهر يسنده مع التوافق الأخير لانتخابه، وبالتالي فإن الفرصة باتت مواتية لضربه وكشف ملفات الفساد إبان تسلمه رئاسة الائتلاف.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها