الثلاثاء 2023/06/13

آخر تحديث: 18:19 (بيروت)

الأسد يطلب جدولة الانسحاب التركي عوضاً عن الانسحاب الفوري

الثلاثاء 2023/06/13
الأسد يطلب جدولة الانسحاب التركي عوضاً عن الانسحاب الفوري
increase حجم الخط decrease
اختار رئيس النظام السوري بشار الأسد المطالبة بجدولة الانسحاب التركي من الشمال السوري بديلاً عن الانسحاب "الفوري" قبل تطبيع العلاقات مع تركيا، وهو خطاب يبدو أنه جاء نتيجة فشل الرهان على فوز المعارضة التي كان الانسحاب العسكري ضمن برنامجها، قبل أن تخسر الانتخابات لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان.

حديث الأسد، جاء أمام معاون وزير الخارجية الإيرانية للشؤون الخاصة علي أصغر حاجي والوفد المرافق له في دمشق، في زيارة الهدف منها "التعاون والتشاور إقليمياً ودولياً وتنسيق الرؤية المشتركة في ظل التطورات والمتغيرات الأخيرة".

وفي آذار/مارس 2023، كان بشار الأسد قد أعلن عن رفضه لقاء رجب طيب أردوغان، إلا إذا سحبت تركيا قواتها من شمال سوريا، لكنه الإثنين أبدى استعداده ل"رفع مستوى التطبيع في حال وضع إطار زمني وآليات تنفيذ لهذه المطلب برعاية روسيا وإيران".

صحيح أن مسار التطبيع بين النظام وتركيا بدأ قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية الأخيرة، إلا أن يد النظام لم تكن ممدودة كما يبدو إلى حد تقديم تنازلات لحكومة قد تخسر الانتخابات، لكن مع حسم السباق الانتخابي لم يتبق أمام النظام غير التعاطي الجدي مع هذا المسار الذي دخلت إيران على خطه بقوة.

وتعليقاً، يقول الباحث في مركز "الحوار السوري" محمد سالم ل"المدن" إن النظام كان يعول على حدوث تغييرات في الانتخابات التركية لصالح المعارضة، مستدركاً: "بفوز أردوغان تدخل الحكومة التركية المفاوضات وهي في موقف أقوى".

ويتفق مع سالم المحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو قائلاً إن "فوز أردوغان لولاية رئاسية جديدة، فرض على النظام إعادة حساباته، وخاصة أن تركيا ربطت انسحابها من سوريا بالتقدم في الحل السياسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254".

ويرى في حديثه ل"المدن" أن النظام يدرك أن تركيا لن تتجاوب مع مطلب الانسحاب الفوري الذي يتعارض مع أمنها القومي من حيث التعامل مع خطر التهديدات "الإرهابية" وتدفق موجات جديدة من اللاجئين في حال تجدد الاشتباكات أو تعرض الشمال للقصف.

ويقول سليمان أوغلو، إن بلاده لن تتخلى عن وجود قواتها في سوريا ما لم يتغير الواقع في سوريا، معتبراً أن وجود الجيش التركي في الشمال السوري "يعد ضمانة" في ظل عجز النظام السوري أمنياً.

وما دامت تصريحات النظام السوري تكشف عن عدم رغبته باستكمال هذا المسار، فهو يوصل رسائل خاطئة إلى موسكو راعية وداعمة التطبيع مع تركيا، ولذلك أطلق الأسد التصريحات الأخيرة "التنازلية" بحضور إيران حليفته الأهم، تحسباً كما يبدو لزيادة الضغط الروسي.

لكن الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، يرى في حديثه ل"المدن" أن مسار التطبيع بين تركيا والنظام صار "أمراً واقعاً" ويتقدم وفق خريطة ومسار زمني محدد، موضحاً: "التباطؤ الحالي لا يعني تعثر المسار أبداً، ويمكن القول إن هناك حسابات من الجانبين كانت وراء تسريع خطوات التطبيع في الفترة السابقة، فتركيا كانت أمام استحقاق انتخابي، والنظام يريد دفع العرب للتطبيع معه وابتزازهم عبر التقارب مع تركيا".

والآن، عادت المفاوضات إلى سياقها الطبيعي، وكل طرف يستقوي حالياً بالمعطيات الجديدة، الحكومة التركية كسبت الانتخابات وحققت غالبية نيابية، والنظام عاد إلى جامعة الدول العربية، كما يقول علاوي الذي يضيف: "بالتالي مع العودة إلى طاولة المفاوضات لا بد من شروط جديدة، وخاصة مع طرح إيران وساطتها".

ويبدو أن التحدي الأكبر الذي يواجه هذا المسار بعد التعامل مع ملف الوجود التركي، هو وجود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من أميركا والتي ليست طرفاً في مسار التفاوض الرباعي (الروسي- التركي- الإيراني- النظام السوري) الذي يستعد لعقد جولة جديدة في موسكو على مستوى نواب وزراء الخارجية في حزيران/يونيو.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها