تقاسمت مناطق سيطرة والنظام السوري، والمناطق الخاضعة لبسيطرة المعارضة أكثر من 20 ألف طن من المساعدات الانسانية بعد شهر من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وأدى الى مقتل عشرات الآلاف في البلدين.
لكن اللافت، أن مناطق سيطرة النظام، كانت الوجهة الاساسية للمساعدات الدولية، سواء العربية أو حلفاء النظام، فيما اعتمدت مناطق المعارضة على المساعدات التركية والقطرية بشكل أساسي، اضافة الى مساهمات من المجتمع المحلي والعشائر.
وتظهر البيانات التي نشرها النظام أو الدول التي أرسلت المساعدات، وجمعتها "المدن"، أن المساعدات تفوق العشرين ألف طن، على اعتبار أن بيانات النظام تظهر وصول نحو 10 آلاف طن من المساعدات، فيما تظهر بيانات إدارة المعابر الحدودية مع تركيا في شمال غرب سوريا، المدارة من قبل حكومتي الإنقاذ والحكومة المؤقتة المعارضتين، دخول 1818 شاحنة مقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات العربية والدولية والمجالس المحلية والفزعات الأهلية والعشائرية، وهي شاحنات تتراوح حمولاتها بين 500 كيلوغرام وعشرين طن، بحسب حجمها والمواد التي تحملها، وهو ما يصعّب مهمة احصاء الكميات التي تحملها، حسب ما يقول مسؤولون محليون في الشمال السوري.
وتضررت 4 محافظات سورية من الزلزال الذي ضرب انطاكيا في 6 شباط/فبراير الماضي، وتصدرتها محافظة حلب بحجم الاضرار، وقدر البنك الدولي الخسائر بنحو 5.1 مليار دولار. ودخلت المساعدات عبر أربعة معابر حدودية مع تركيا، اثنان منها طلبت الامم المتحدة من النظام اعادة فتحها أمام المساعدات الانسانية.
وبلغ حجم المساعدات التي وصلت إلى مناطق النظام، نحو 9 آلاف طن، نُقِلت عبر 271 طائرة، و3 بواخر، وعشرات الشاحنات الداخلة عبر المعابر الحدودية مع العراق والأردن ولبنان.
لكن المساهمة الدولية في المساعدات تظهر انحيازاً كبيراً لصالح مناطق النظام، بينما حصلت مناطق المعارضة على كميات ليست قليلة من الفزعات الأهلية والعشائرية والمجالس المحلية والمنظمات الدولية، إضافة إلى المساعدات المقدمة من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها التي تقدر بنحو الثُلث.
مساعدات لمناطق النظام
تصدرت الامارات العربية المتحدة قائمة المساعدات الانسانية التي أرسلت الى مناطق النظام السوري، حيث أرسلت الامارات 134 طائرة شحن محملة بـ 4 آلاف و413 طناً من المساعدات الغذائية والطبية حتى 2 آذار/مارس الحالي، بحسب وكالة الأنباء الإمارتية (وام).
كما ذكرت "سانا" أن 3 طائرات إماراتية محملة بنحو 100 طن من المساعدات هبطت في مطارات حلب ودمشق واللاذقية يومي 3 و4 آذار.
وتلي الامارات في القائمة، المساعدات القادمة من مصر، حيث قُدّرت مساعدات القاهرة بأكثر من ألف و500 طن، عبر باخرتين رستا في ميناء اللاذقية، تحمل الأولى 500 طن والثانية ألف طن، و3 طائرات تابعة لوزارة الدفاع المصرية، هبطت في مطار دمشق.
في القائمة، تأتي روسيا حليف النظام الأول في المرتبة الثالثة حيث أرسلت 902 طناً محملة في 23 طائرة وباخرة واحدة. وحملت 9 طائرات تابعة لوزارة الدفاع الروسية 450 طناً هبطت في مطار حميميم بريف اللاذقية، فيما هبطت 14 طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية محملة بـ450 طناً في 3 مطارات سورية أخرى. وحملت باخرة رست في ميناء طرطوس، 6 حاويات وزنها 52 طناً، بحسب الممثل التجاري لروسيا في سوريا، جورج أسادوريان.
ومن ليبيا، قالت وزارة النقل في حكومة النظام إن 17 طائرة ليبية هبطت في مطار اللاذقية تحمل أكثر نحو 500 طن من المواد الإغاثية والطبية، موضحةً أنها مقدمة من القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في بنغازي (قوات خليفة حفتر).
أما المساعدات الايرانية، فبلغت 422 طن، حسبما أعلن القنصل الإيراني في حلب سلمان نوري، موضحاً أن طهران أرسلت 15 طائرة، هبطت 9 منها في مطار حلب، بينما 3 هبطت في مطار دمشق ومثلها في مطار اللاذقية بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
ومن الأردن، أعلن القائم بأعمال السفارة الأردنية في دمشق السفير باسل الكايد الخميس، أن مساعدات بلاده إلى مناطق النظام المنكوب بالزلزال بلغت 110 شاحنات حملت مئات الأطنان من المساعدات، من ضمنها 10 سيارات إسعاف، إضافة إلى ثلاث طائرات وصلت إلى سوريا منذ وقوع الزلزال.
ومن العراق، قدمت الحكومة والهلال الأحمر العراقيان أكثر من 240 طناً من المساعدات عبر 24 طائرة حملت نحو 70 طناً، بينما أرسلت 170 طناً عبر قوافل برّية.
وأرسل الاتحاد الأوروبي 5 طائرات تحمل 155 طناً، 3 منها تحمل 120 طناً تم تحميلها من دول أعضاء في الاتحاد، بينما نقلت طائرتان مساعدات من الصليب الأحمر الألماني والنروجي.
بدوره، قال سفير مملكة البحرين في دمشق وحيد مبارك السيار إن بلاده أرسلت طائرتي مساعدات تحملان 80 طناً من المساعدات وقافلتين بريتين تحملان 85 طناً عبر معبر نصيب الحدودي.
أما الصين فقد أرسلت منذ وقوع الزلزال 3 طائرات تحمل على متنها نحو 70 طناً من المساعدات الطبية والإغاثية بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، بعدما تعهدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ بتقديم حكومة بلادها 4.42 مليون دولار كمساعدات طارئة للاستجابة للزلزال، متضمنة 2 مليون دولار ستسلم كسيولة نقدية لحكومة النظام.
وقدم مركز الملك سلمان للإغاثة في السعودية نحو 70 طناً من المساعدات المتنوعة جرى إرسالها عبر 3 طائرات هبطت في مطارات النظام.
ومن طاجيكستان، قالت "سانا" إن طائرتين تحملان 54 طناً من المساعدات هبطتا في مطار دمشق الدولي، ومقدمة من طاجيكستان.
كذلك، وصلت طائرتان من عُمان، تحمل الأولى 12 طناً من المواد الغذائية والصحية، بينما حملت الطائرة الثانية 10، في حين قدم السوريون في عُمان 8 قوافل تبرعات.
كما أرسلت صربيا وأرمينيا وباكستان وتونس طائرات محملة بالمساعدات، فضلاً عن إرسال الجاليات السورية في الدول العربية، مساعدات الى بلادها.
مناطق سيطرة المعارضة
دخلت إلى مناطق سيطرة الفصائل 1818 شاحنة محملة بالمساعدات، 1073 منها دخلت عبر معبر باب الهوى الخاضع لإدارة "حكومة الإنقاذ" شمال إدلب، بينما دخلت 745 شاحنة عبر المعابر الخاضعة لسيطرة الحكومة المؤقتة.
وأوضح المتحدث باسم إدارة معبر باب الهوى مازن علوش لـ"المدن"، أن 600 شاحنة قدمتها جمعيات ومنظمات أبرزها الهلال الأحمر التركي، بينما أدخلت الأمم المتحدة 473 شاحنة.
وفي حين أظهرت البيانات الواردة من الحكومة السورية المؤقتة التي تسيطر على باقي المعابر مع تركيا، دخول 745 شاحنة إلى الشمال السوري، 46 شاحنة مقدمة من الأمم المتحدة.
ووصل عدد الرحلات الجوية القطرية التي نقلت مساعدات لتركيا وسوريا الى 30 رحلة في منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، وكانت محملة بأكثر من 600 طن من المساعدات.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في 17 شباط/فبراير الماضي أن حجم مساعدات قطر الإنسانية لضحايا الزلزال في تركيا وشمال سوريا بلغ نحو 253 مليون ريال أي ما يعادل 70 مليون دولار تشمل مساعدات غذائية وطبية وغيرها، موضحا أن الدوحة تواصل متابعة الأولويات الميدانية لدعم جهود الإنقاذ ورفع المعاناة عن المتضررين.
واحتلت المساعدات الحكومية التي قدمتها المنظمات التابعة لكردستان العراق مرتبة مرتفعة مع وصول 70 شاحنة، كما وصلت مساعدات من السعودية قدرت بـ69 شاحنة، وليبيا بـ6 شاحنات، حسب بيانات المعابر الحدودية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها