بدأ فرع الخطيب الأمني المرحلة الثانية في متابعته لرؤوس الأموال وعملية جمع الخوّات المالية، لصالح أسماء الأخرس، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، مع ازدياد وتيرة عمله بعد إنشاء أفرع له في جميع المحافظات السورية لمتابعة العمل بشكل أكبر لجميع التجار وأصحاب الأموال.
وعلمت "المدن" أنه تم تكليف قسم من أقسام فرع أمن الدولة في حماة بمتابعة مهام فرع الخطيب، وتكليف مساعد أول بإدارة هذه المهام ومتابعتها. وتم فتح مركز فرع أمن الدولة القديم الكائن في حي وادي الشريعة في حماة وإقامة مركز أمني يتبع لفرع الخطيب، يعمل من خلاله على متابعة الأسماء المطلوبة، والقبض عليهم وتحويلهم إلى فرع دمشق.
وقال مصدر أمني من داخل فرع أمن الدولة في حماة ل"المدن"، إن المرحلة الثانية لفرع الخطيب بدأت بمتابعة رؤساء المجموعات الأمنية التي تم إنشاؤها منذ عام 2014 حتى 2020. وأضاف أن هؤلاء جمعوا مئات الملايين من الليرات عبر عمليات الخطف والقتل والسرقة والمفاوضة على المعتقلين في سجون النظام السوري وأفرع الأمن، وكان من بين المطلوبين الأوائل في هذه المرحلة رؤساء مجموعات المخابرات الجوية في حماة، الذين ذاع صيتهم بالغنى الفاحش، وتحولوا إلى أكبر أثرياء المحافظة وامتلاكوا شركات وعقارات وسيارات حديثة ومحطّات الوقود وغيرها.
وأكد نضال الياسين وهو ناشط ميداني من مدينة حماة لـ المدن، "القبض على الأخ الأوسط لرئيس مجموعات تابعة للمخابرات الجوية في حماة طلال الدقاق، منذ حوالي ثلاثة أشهر، وطُلبت منه خوّة مالية تجاوزت المليارونصف ليرة سورية، ولم تُدفع حتى الآن، مع سحب ملكيته معمل الادوية الذي كان يُنشأ حديثاً على طريق حماة-سلمية".
كذلك تم سحب العديد من السيارات الفارهة التي كان يمتلكها أبناؤه. وأشار المصدر إلى أنه تم رفض دفع الخوّة من قبل عائلة الدقاق، بإنتظار المفاوضات على تخفيضها أو التفاوض على إطلاق سراحه دون مقابل.
وأوضح الياسين أن المفاوضات منذ اعتقاله إلى اليوم لم تنجح، كذلك الوساطات الأمنية التي حاولت العمل على تخفيض هذه المبالغ إلى حوالي المليار ليرة سورية، وذلك بسبب الوثائق والمعلومات التي حصل عليها فرع الخطيب والتي تثبت إمتلاك طلال الدقاق وإخوته مليارات الليرات، جُمعت خلال سنوات الحرب.
وأوضح مصدر آخر من حماة أن العديد من رؤساء المجموعات الأمنية الأخرى بدأوا بالعمل على تسوية أمورهم مع فرع الخطيب في دمشق، عبر دفع مبالغ مالية للمسؤولين عن الفرع لحماية أنفسهم مستقبلاً، أو التنسيق مع فرع الخطيب في حماة من أجل إبلاغهم في حال تم طلبهم أمنياً، بهدف الفرار قبل القبض عليهم.
ولفت إلى أن بعض هؤلاء وخصوصاً مترئسي مجموعات الدفاع الوطني في حماة، فروا إلى لبنان بعد بيع جميع ممتلكاتهم في حماة، خوفاً من ملاحقتهم أمنياً.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها