وسّعت كتائب "القسّام" بنك أهدافها الميدانية، بالتزامن مع الاستعدادات الاسرائيلية لتوغل بري في قطاع غزة، مما زاد من إرباك قوات الاحتلال التي تحاول إنهاء الاشتباكات داخل المستوطنات، بالتوازي مع قصف مواقع مدنية في قطاع غزة، ردت عليه فصائل المقاومة بقصف طاول مطار بن غوريون منتصف ليل الأحد-الاثنين.
وتمضي "القسام" بخطتها الهجومية، حيث تمكن مقاتلوها ليل الاحد من اقتياد مجموعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين الأحد والعبور بهم إلى قطاع غزة، حسبما أعلن الناطق العسكري باسمها أبو عبيدة، مشيراً، في تسجيل صوتي، الى أن جيش الاحتلال "قتل عدداً من الإسرائيليين بعدما أسرهم مقاتلو القسام".
وشدد أبو عبيدة على أن عناصر القسام "ما زالوا يخوضون اشتباكات ضارية مع الجيش الإسرائيلي في زكيم ويفتح ومفلسيم وصوفا، كما تمكنوا من الوصول إلى منطقة مفكعيم جنوب عسقلان، وخاضوا اشتباكات ضارية أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والإصابات في صفوف الاحتلال".
وأشار إلى أن عدداً من مقاتلي القسام "تمكنوا من الانسحاب من قاعدة أوريم العسكرية، التي تضم وحدة الاستخبارات رقم 8200، بعد انتهاء مهمتهم فيها، وإجهازهم على عدد كبير من قوات الاحتلال".
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية باشتباكات اندلعت بين الجيش الإسرائيلي والمقاومين الفلسطينيين في كيبوتس "كرميا" بغلاف غزة. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت سابقاً أنها تطارد مسلحين تسللوا إلى منطقة جنوب عسقلان. وقالت الإذاعة ، إن الجيش قرر إخلاء 25 مستوطنة و"كيبوتسا" في غلاف غزة.
توغل بري خلال 48 ساعة
بالموازاة، نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين توقعاتهم بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بتوغل بري في غزة خلال 24 إلى 48 ساعة المقبلة.
وتواصل فصائل المقاومة قصف الاراضي المحتلة بالصواريخ. وأعلنت كتائب "القسام" عن قصف مطار "بن غوريون" ليل الاحد برشقة صاروخية رداً على الجرائم المتواصلة، مضيفة "اننا وجهنا ضربة صاروخية لعسقلان بـ100 صاروخ رداً على استهداف البيوت الآمنة".
وأدى قصف المطار الحيوي الى تعليق شركات طيران رحلاتها الى تل ابيب، وهو ما بادرت اليه شركة خطوط "دلتا الجوية" الأميركية التي أعلنت عن إلغاء كل رحلاتها المتجهة إلى تل أبيب هذا الأسبوع.
غارات جوية
وشنّت المقاتلات الإسرائيلية غارات كثيفة على شرق مدينة غزة استهدفت أراض زراعية، وتسببت بأضرار جسيمة في المنطقة المستهدفة، كما استهدفت حي الشجاعية في المدينة. وأفادت "الجزيرة" بأن مقاتلات حربية إسرائيلية أغارت على مقر البنك الوطني الإسلامي في حي الرمال بغزة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف 120 هدفاً في قطاع غزة خلال يوم الأحد، وزعم أنها تابعة لحركة "حماس". وأشار إلى أن عشرات الطائرات الحربية قصفت خلال الساعات الماضية، وعلى 3 جولات، نحو 120 هدفا في محيط مدينة بيت حانون (شمال شرق) بقطاع غزة. وأكد أن عشرات الأطنان من الصواريخ أسقطت في الهجوم.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 413 بينهم 78 طفلاً، وإصابة 2300 آخرين، جراء الغارات الإسرائيلية في القطاع منذ صباح السبت. وأضافت الوزارة في بيان، أنه سُجّلت 8 مجازر على الأقل بحق العائلات، راح ضحيتها نحو 54 مواطناً.
واعترف الاحتلال الإسرائيلي حتى مساء الأحد، بسقوط 700 قتيل، نحو 60 منهم يخدمون حالياً في الجيش، إضافة إلى أكثر من 2200 جريح. وذكرت القناة السابعة العبرية أنه بحسب التقديرات الإسرائيلية، يوجد في غزة حوالي 100 أسير إسرائيلي، بينهم مستوطنون وجنود وضباط.
اجتماع مجلس الامن
وعقد مجلس الأمن الدولي مساء الأحد، في نيويورك، جلسة مشاورات طارئة ومغلقة دعت إليها مالطا، وانضمت إليها الإمارات (الدولة العربية العضو في المجلس) لاحقاً، لنقاش التطورات على الساحة الفلسطينية. وقدم مبعوث ومنسق الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إحاطته حول آخر التطورات، بما فيها مجهوداته على الأرض.
وكان مكتب وينسلاند قد أعلن، في وقت سابق الأحد، على حساب البعثة الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقا)، أن وينسلاند "على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر ومصر ولبنان لمناقشة الحرب المستمرة في إسرائيل وغزة". وأضاف أن "الأولوية الآن هي تجنب المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها للقطاع. وتظل الأمم المتحدة منخرطة بنشاط في تعزيز هذه الجهود".
وقال المندوب الفلسطيني بمجلس الأمن إن إسرائيل تحسب الرسائل التي تتلقاها بمثابة رخصة لقتل العائلات وتدمير المباني.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها