الأحد 2023/10/08

آخر تحديث: 16:27 (بيروت)

600 قتيل اسرائيلي:نتنياهو يصادق على الحرب البريّة بخيارات ضيقة

الأحد 2023/10/08
600 قتيل اسرائيلي:نتنياهو يصادق على الحرب البريّة بخيارات ضيقة
نتنياهو يتخطى الحكومة ويصادق على الحرب والجيش يرسل تعزيزات اضافية الى المستوطنات الجنوبية (غيتي)
increase حجم الخط decrease
فاقمت أعداد القتلى الاسرائيلية، صدمة الاحتلال، مع ارتفاع عدد القتلى الى 600 اسرائيلي واصابة نحو ألفين آخرين، وإبلاغ الاسرائيليين عن أكثر من مئة أسير في حصيلة غير نهائية، وسط تقلص مروحة الخيارات الاسرائيلية بالنظر الى ان "الأسرى في غزة قد يفرضون قيوداً على هجمات جوية"، ومحاذير التوغل البري لما سيسفر عنه قتلى اضافيين في صفوف الجيش.

ومع دخول عملية "طوفان الأقصى" يومها الثاني، تحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن ارتفاع عدد القتلى الى أكثر من 600، ودفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتخطي الحكومة، حسبما أعلنت "هيئة البث الإسرائيلية"، مشيرة الى أنه "صدق على بند الحرب".

ولم تنهِ التعزيزات التدابير الامنية الاسرائيلية، الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال في 6 محاور في المستوطنات. وأعلنت كتائب "القسام" في بلاغ عسكري، أن الاشتباكات تدور في مستوطنات "أوفاكيم" و"سديروت" و"ياد مردخاي" و"كفار عزة" و"بئيري" و"يتيد" و"كيسوفيم"، لافتاً إلى أن مفارز المدفعية تقوم بإسناد المقاتلين بالقذائف الصاروخية.

وفي بيان آخر، قالت كتائب القسام: "تمكّنا بفضل الله الليلة وفجر اليوم من القيام بعمليات تسللٍ لتعزيز مجاهدينا بالقوات والعتاد في عددٍ من المواقع داخل أراضينا المحتلة، منها موقع "صوفا" وكيبوتس "صوفا" و"حوليت" و"يتيد" في محور رفح". كما وجهت كتائب القسام ضربة صاروخية كبيرة لمستوطنة "سديروت" بـ100 صاروخ "رداً على استهداف البيوت الآمنة". 

وفي غضون ذلك، أعلنت كتائب القسام أنّ 5 زوارق محمّلة بمقاتلي الكوماندوز البحري التابع لها شاركت في اللحظات الأولى من معركة "طوفان الأقصى". وتمكّن المقاومون من "تنفيذ عملية إبرار (عملية إنزال قوات من البحر إلى البر) ناجحة على شواطئ جنوبي عسقلان"، بالإضافة إلى السيطرة على عدة مناطق. وبالموازاة، تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن اطلاق 7 آلاف صاروخ باتجاه المدن الاسرائيلية. 

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه "سيطر على معظم النقاط التي تسلل منها المسلحون الفلسطينيون، وقتل مئات المهاجمين منهم، لكنه ما زال يقاتل في بعض الأماكن". ومع اشتداد وتيرة القصف الجوي لغزة، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الى أكثر من 320 شهيداً. 

ارتفاع الجنود القتلى
وارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي اليوم الاحد، مع مقتل 18 جندياً إضافياً جراء المعارك الدائرة مع حماس في المستوطنات الجنوبية، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، ما يعني ارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي الذين تم التعرف عليهم حتى الآن، إلى 44 جندياَ وضابطاً. 

وكان الناطق العسكري للجيش الإسرائيلي، قد قال "ثمة مزيد من القتلى"، موضحا أنه لا يزال ينتظر إبلاغ ذويهم ومن ثم سيتم الإعلان عن أسمائهم. وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أسماء 26 قتيلاً من منتسبيه. 

وأرسل الجيش الإسرائيلي الأحد، تعزيزات إضافية تتضمن دبابات ثقيلة إلى الجنوب، وذلك بعد إعلان عزمه على إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة، بعدما نشر عشرات الآلاف من جنوده قرب قطاع غزة. 

وقال المتحدث باسم الجيش، العميد دانيال هغاري، في مؤتمر صحلفي: "مهمتنا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة". وأكد هغاري أن القتال مستمر "لإنقاذ الرهائن" الذين يحتجزهم مسلحون فلسطينيون في إسرائيل. 

خيارات ضيقة
ورغم التحشيد، باتت خيارات الاحتلال ضيقة في الرد على العملية. ويتوقع قسم كبير من الإسرائيليين أن يتم الرد بقوة شديدة للغاية على الهجوم البري الواسع والمفاجئ الذي شنته فصائل المقاومة في قطاع غزة السبت، وأن تؤدي الحرب التي أعلنتها إسرائيل على غزة إلى تدمير كامل وإنهاء وجود حركة حماس وذراعها المسلح كتائب القسام.

وقال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، إن أول خيارات إسرائيل تتمثل في ضربة جوية كبيرة في غزة، شبيهة بالضربة التي وجهتها إسرائيل إلى الضاحية الجنوبية في بيروت ودمرتها، في حرب لبنان الثانية في العام 2006، لكن الحرب استمرت بعد ذلك. واعتبر برنياع أن الأمر الأساسي هو أن "مصير عشرات الرهائن (الإسرائيليين في غزة) معلق في الهواء. وقصف مكثف لن يحسّن احتمالاتهم بالعودة إلى البلاد بسلام. وبإمكان حماس دائما أن تصعد بهم إلى الأسطح، كدرع حي. وباختصار: القصف هو ما اعتاد الجيش الإسرائيلي أن يفعله، لكن ثمة شكاً إذا سيكون ناجعاً".

أما الخيار الثاني فهو "اختيار المفاوضات"، وسأل: "كم أسير ستطالب حماس بتحريرهم مقابل عشرات الأسرى؟ وصفقة كهذه ستمنح حماس انتصاراً آخر. وبالأساس، ستنزل ضربة شديدة أخرى على الردع ضد إيران وحزب الله وستضعف السلطة الفلسطينية أكثر". أما الخيار الثالث فيتمثل في "شن اجتياح بري"، متسائلاً: "ماذا سيحدث بعد يوم من احتلال القطاع، إذا بقينا ننزف دماً هناك، وإذا انسحبنا فماذا حققنا؟ وهل نعتزم تصفية جميع قيادات حماس خلال الاحتلال؟ ومن سيأتي مكانهم؟".

بدوره، رأى اعتبر الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب كوبي ميخائيل أن "الهدف الإستراتيجي يجب أن يكون ضمن تغيير أساسي في مكانة حماس وتأثيرها على الساحة الفلسطينية"، وأضاف أن "مصدر قوة حماس هو قدراتها العسكرية، ولذلك يجب العمل على استهداف شديد بقدرات وقيادة حماس. وهذا الاستهداف سيخدم ثلاثة أهداف أساسية وضرورية".

وأوضح أن "الهدف الأول هو إضعاف تأثير حماس على الضفة الغربية"، أما الهدف الثاني فهو "إضعاف تأثير إيران على الساحة الفلسطينية لأن المعادلة الموجودة هي حماس قوية تساوي تأثيراً إيرانياً أكبر على الساحة الفلسطينية"، بينما الهدف الثالث هو "تعزيز صورة القوة الإسرائيلية وردع حزب الله، إيران ولاعبين آخرين، من شأنهم أن ينظروا إلى هجوم حماس على أنه مصادقة على النضوج المأمول لمهاجمة إسرائيل من جبهات عديدة من أجل التسبب بانهيارها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها