ويعرض فيلم "القضاء..مقبرة سجن حلب" رواية مخيفة على لسان شهود عيان من السجناء، عاشوا أحداث الاستعصاء وما تبعها من قتل وتجويع تزامنا مع محاولة فصائل المعارضة اقتحام السجن للإفراج عن القابعين تحت نيران النظام، كما ينقل التلفزيون الرواية عن ضباط منشقين شهدوا المجزرة.
وكان السجن قد تعرض للحصار من قبل فصائل المعارضة عام 2013، وشهد محاولات اقتحام بهدف إطلاق المعتقلين والسجناء والسيطرة على السجن، وزعم النظام لاحقاً أن هجمات المعارضة أدت إلى مقتل وجرح العشرات من قواته ومن المحتجزين في السجن.
وجاء حصار السجن من المعارضة بعد تنفيذ السجناء والمعتقلين في داخله استعصاءً، وحاولوا الفرار من السجن إلا أنهم لم يتمكنوا بسبب استخدام النظام السلاح في قمع الاستعصاء، وفق الشهادات التي وردت في الفيلم.
وتنفي الشهادات التي وردت في الفيلم مزاعم النظام السوري، وتؤكد أن من قتل السجناء الذين استعصوا في السجن هم ضباط النظام.
800 صورةكما نشرت صحيفة "
زمان الوصل" صوراً تحمل مشاهد قاسية قالت إنها لضحايا من المجزرة ذاتها، مشبهة ذلك بصور "قيصر".
والصور التي يبلغ عددها 800، سرّبها ضابط منشق يدعى "أبو أحمد"، وكان يخدم في السجن طيلة فترة حصاره ويتولى مهمة تصوير الجثث وتوثيقها قبل انشقاقه.
وعزّزت الصور بشهادة معتقل سوري يدعى "أبو عبد الله"، وهو سجين سابق احتُجز في سجن حلب المركزي منذ عام 2006، وكان شاهداً على مجازر ضباط وعساكر النظام.
وقالت الصحيفة إن "أبو أحمد" كشف عن سلسلة كبيرة من صور ضحايا ضباط نظام الأسد وسجّانيه، الذين كانوا يتولون مهمة تعذيب السجناء والتنكيل بهم بشتى الأساليب داخل السجن المركزي بحلب.
ولفت "أبو أحمد" أنه كان مجبراً على كتابة تقارير تخص تلك الجثث وبشكل موثق من طبيب شرعي بأنهم لقوا مصرعهم بقصف "الإرهابيين"، وأن المجموعات الإرهابية هي التي قامت بهذه الأعمال التي اعتاد عناصر النظام وضباطه على ارتكابها.
ويروي الشاهد أن النقيب "أيهم خضور" قام بتصفية 8 سجناء بعد جعلهم بوضعية النظر على الحائط ورميهم بشكل مباشر بالرصاص الحي، دون أن يرف له جفنٌ بعد حدوث تمرد للمساجين داخل السجن.
ووثق الضابط نحو 400 سجين توفوا إثر مضاعفات الجوع والأمراض، مشيراً إلى مقتل ما لا يقل عن 800 مدني تحت التعذيب أو رمياً بالرصاص، لمجرد الشكوك بأن لهم صلات مع أشخاص خارج السجن.
وأشار إلى أن الأوامر كانت تأتيهم من الضباط الكبار المسؤولين الأعلى رتبة بأن يتم ذكر سبب الوفاة على هوى ضباط النظام، كأن يذكر أن السجين قتل برصاصة طائشة من الخارج أو تم قصفه من قبل الإرهابيين، رغم أن القتلة معروفون.
وحسب الشاهد الآخر "أبو عبد الله"، فإن نظام الأسد تعامل بوحشية وإجرام مع "استعصاء السجناء" حيث إنه لم يوفر أحداً وقام بتوجيه الرصاص مباشرة على المساجين.
وتحمل الصور التي تنشرها "زمان الوصل" مشاهد قاسية لجثامين 4 أشخاص ممن كانوا محتجزين في سجن حلب، وثقهم النظام كعادته بالأسماء والأرقام. وتظهر الصور الملتقطة للجثامين الأربعة آثار تعذيب وحشي ما زالت واضحة على أجسادهم.
قيصروتعيد الصور المسربة الجديدة للذاكرة الصور التي سرّبها مصور كان يعمل تحت إمرة نظام الأسد، لتوثيق صور المعتقلين الذين يقضون في السجون، اشتهر بلقب "قيصر".
وتمكَّن قيصر من تسريب نحو 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل في سجون الأسد، وكان قد غادر سوريا في عام 2013، وقدّم شهادته أمام الكونغرس في عام 2014.
وعلى إثر الفظائع التي كشفها قيصر، أقر مجلس الشيوخ الأميركي في كانون الأول/ديسمبر 2019 قانون قيصر ووقع عليه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ويتضمن القانون فرض عقوبات على نظام الأسد وعلى المتعاونين معه وداعميه، وكان هذا القانون ثمرة جهود كبيرة من معارضي الأسد لمعاقبته على الجرائم في المعتقلات.
كما جرى مؤخراً تحريك العديد من الدعاوى ضد ضباط سابقين في قوات النظام متهمين بممارسة انتهاكات ضد المتظاهرين، من بينها محاكمة ضابط الاستخبارات أنور رسلان من قبل محكمة ألمانية، ومحاكمة طبيب سوري متهم بممارسة انتهاكات بحق المتظاهرين خلال عمله في مستشفى عسكري بمدينة حمص.
وأشار تقرير نشرته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في آب/أغسطس، إلى أن النظام قتل ما لا يقل عن 200391 مدنياً بينهم 14464 تحت التعذيب وأخفى قسرياً 95696 آخرين منذ آذار/مارس 2011.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها