اعتقلت الشرطة التركية رجل الأعمال السوري عبد الله الحمصي على خلفية دعوة اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا، إلى إضراب شامل عن العمل في المصانع والمؤسسات التركية، بسبب العنصرية المدفوعة بحملة تحريض تمارسها الأحزاب التركية ضدهم، وأدّت إلى مقتل عدد من الشبان السوريين على أيدي شبان أتراك.
وأكد ناشطون حقوقيون سوريون ل "المدن"، أن الحمصي اقتيد من منزله في إسطنبول ليل الجمعة، للاستجواب من قبل الأمن التركي بسبب دعوته اللاجئين السوريين إلى الاضراب العام عن العمل، مؤكدين أنه يحمل الجنسية التركية إلى جانب جنسيته الأصلية.
وأوضح المحامي السوري في تركيا طه الغازي ل"المدن"، أن التهم التي يمكن أن توجه إلى الحمصي في حال كان نبأ توقيفه صحيحاً، هي "إثارة ادعاءات" و"إقامة فعاليات غير مرخصة"، مرجحاً أن يخضع للاستجواب لتقديم إفادته على خلفية دعوته للإضراب، ثم يتم إطلاق سراحه.
وكان الحمصي قد دعا جميع اللاجئين السوريين في تركيا للإضراب عن العمل لمدة أسبوع كامل، من 12 حتى 17 أيلول/سبتمبر، من أجل ايجاد حلول للمشاكل العنصرية والإجرامية والمشاكل الروتينية اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري في تركيا بشكل يومي، أو فتح حدود تركيا لهجرة السوريين الى أوروبا.
كما هاجم على صفحته الشخصية على "فايسبوك"، رئيس حزب "النصر" المعارض أوميت أوزداغ، المعروف بمعاداته للاجئين السوريين وتحريضه العنصري عليهم، واصفاً إياه ب "مجرم الحرب" و"المجرم العنصري"، وحمّله المسؤولية عن "مقتل مئات السوريين الأبرياء".
واعتبر الحمصي أن يد أوزداع "ملطخة بدماء السوريين"، وبسبب خطابه العنصرية، فإن "آلاف الأطفال السوريين يخشون اليوم الذهاب إلى مدارسهم"، فضلاً عن هروب آلاف السوريين من تركيا "المسلمة" إلى أوروبا "الكافرة"، مضيفاً أن الشعب السوري "لن ينسى" أوزداغ وسيطالب بمحاسبته، لأنه عنصري و"عار على البشرية".
وفي هذا السياق، رجّح الناشطون أن يكون لأوزداغ دور بارز في عملية اعتقال الحمصي، بسبب مهاجمة الأخير العلنية، عدا عن وجود انزعاج من الحكومة التركية بسبب دعوته للإضراب، وكرهها المسبق لمثل هذا النوع من الإضرابات العمالية.
وعلى الرغم من حالة الزخم التي شكًلتها الدعوة بين السوريين، إلا أنها قسّمتهم الى فريقين، الأول مؤيد، والثاني معارض يرى فيها ورقة قوية قابلة للاستخدام الفوري من قبل الأحزاب التركية، تؤدي بدورها إلى مزيد التحريض العنصري ضد اللاجئين السوريين في تركيا.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها