قُتل مسؤول المكتب الاقتصادي في الحزب الإسلامي التركستاني وأصيب عدد من أفراد عائلته بانفجار عبوة ناسفة بسيارته في محيط مدينة سلقين غربي إدلب.
وقالت مصادر متطابقة ل"المدن"، إن "الانفجار وقع بعد صلاة الجمعة في حي العجمي بمدينة سلقين واستهدف سيارة (بيك آب عسكري) للشيخ جودت أمير مسؤول المكتب الاقتصادي في الحزب، وأصيب الشيخ إصابة بليغة توفي على إثرها، ونقل باقي أفراد عائلته إلى أحد مستشفيات إدلب".
واتهم فريق من السلفيين المقربين من الحزب هيئة تحرير الشام بالوقوف خلف عملية الاغتيال، بينما رجّح فريق آخر من السلفيين أن تكون العملية من تنفيذ عملاء فرع المخابرات الجوية التابع للنظام السوري والذين ينتشرون بكثافة في مناطق ريف إدلب الغربي.
وكانت سلقين وحارم وغيرها من المدن والبلدات في ريف إدلب الغربي قد شهدت حملات أمنية مركزة للجهاز الأمني التابع لتحرير الشام في الفترة التي كان النظام يجري فيها الانتخابات الرئاسية خلال شهر أيار/مايو، واستهدفت الحملة حينها عدداً كبيراً من الأشخاص الموالين للنظام السوري والذين كانوا على تواصل مع فروعه الأمنية.
وتداولت مواقع إعلامية معارضة خلال الأيام القليلة الماضية معلومات حول تقديم الصين معدات عسكرية للنظام لدعم حملة عسكرية ضد مقاتلي الحزب التركستاني في إدلب. وقالت المواقع إن عدداً من التشكيلات العسكرية التابعة لقوات النظام والمليشيات حصلت على أسلحة صينية متطورة، بينها رادارات من نوع "جي واي 27"، التي يبلغ مداه 400 كلم، وأجهزة تشويش واتصال ومعدات للقتال الليلي.
وسبق أن زار وفد صيني يضم شخصيات تجارية وعسكرية مقر محافظة إدلب التابعة للنظام في مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، والتقى الوفد خلال زيارته بداية العام الجاري 2021 المحافظ محمد نتوف، كما تجول الوفد وبشكل غير معلن في منطقة العمليات القريبة من خطوط الاشتباك مع المعارضة جنوبي إدلب.
وقال مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير ل"المدن"، إنه "منذ زيارة الوفد الصيني بداية العام الى مناطق جنوبي إدلب ساد اعتقاد بأن الصينيين يحاولون وبشكل سري دعم تحرك عسكري أو أمني ما ضد المقاتلين الإيغور في الحزب التركستاني"، و"لا أستبعد أن تتلقى خلايا الاغتيالات التابعة للمخابرات الجوية دعماً مالياً ولوجستياً خلال هذه الفترة لتكيف العمليات ضد مقاتلي الحزب الذي يعارض حكومة الصين".
ويزيد عدد مقاتلي الحزب التركستاني وعائلاتهم في إدلب عن 14 ألف شخص، وينتشرون بكثافة في مناطق غربي إدلب وفي المناطق القريبة من الحدود مع تركيا في ريف اللاذقية الشمالي.
وفي أواخر العام 2020 أزالت الولايات المتحدة اسم الحزب الإسلامي التركستاني من قوائم الإرهاب، وهذه الخطوة أزعجت الصين واعتبرتها رسالة ضغط جديدة ودعم مباشر للإيغور في إقليم شينجيانغ ذي الأغلبية المسلمة، حيث يحصر الحزب أهدافه بتحرير هذا الإقليم من الصين وليس في أجندته استهداف المصالح الأميركية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها