كثّف تنظيم "داعش" هجماته العسكرية في القسم الغربي من البادية السورية خلال شباط/فبراير وآذار/مارس، حيث باتت بادية حماة وجزء من بادية حلب الجنوبية مسرحاً لعمليات التنظيم التي تستهدف قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
انتقال عمليات التنظيم إلى الجزء الغربي من البادية السورية، يأتي بسبب تضيق الخناق عليه في بادية ديرالزور، من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية لها التي تشن عملية عسكرية منذ منتصف شباط، بهدف تطهيرها من خلايا التنظيم.
عمليات قوات النظام العسكرية ضد التنظيم في بادية ديرالزور، تأتي بدعم عسكري من ميليشيا لواء القدس، وبإسناد جوي من طائرات حربية ومروحية روسية، ويشرف على العملية كلٌ من اللواء نزار الخضر، رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة ديرالزور، وشادي الكاميروني قائد قطاع ديرالزور في لواء القدس.
ويقول الناشط عبد السلام الحسين ل"المدن"، إن عمليات تمشيط البادية من قبل قوات النظام في ديرالزور انتهت، والعمليات الآن تتركز في مناطق جبل العمور والبادية الغربية لمدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، ومنطقة جبل البشري جنوب شرق محافظة الرقة.
وأضاف الحسين أن "قوات النظام وحلفاءها، تمكنت خلال عمليات التمشيط من قتل عدد من عناصر التنظيم وتدمير عدد من الآليات بينها 6 سيارات نوع بيك آب دفع رباعي، كما استولت على عدد من قطع السلاح والذخائر، وبعض الأدوية كانت في مخابئ للتنظيم في منطقة جبل البشري".
تضييق قوات النظام على التنظيم في باديتي ديرالزور وحمص، دفعه إلى نقل عملياته إلى القسم الغربي منها، خاصة بادية حماة الشرقية والمناطق القريبة من مدينة مسكنة في ريف حلب الجنوبي الشرقي، حيث شهدت تلك المناطق ارتفاع معدلات الهجمات بنسبة 200 في المئة عن الأشهر ال6 الماضية.
لجوء التنظيم إلى نقل عملياته يأتي لتجنب المواجهة المباشرة مع قوات النظام السوري، خاصة أن العملية الأخيرة تحظى بدعم روسي جوي عالي، ومن أجل محاولة التخفيف عن خلاياه في المناطق المستهدفة، خاصة في جبل البشري ومنطقة الخريبات وبادية حمص الشرقية المحيطة بمدينتي السخنة وتدمر.
وجاءت عمليات التنظيم في باديتي حماة وحلب بأشكال متنوعة، منها الهجمات العسكرية على الحواجز والنقاط العسكرية لقوات النظام وحلفائها، المنتشرة على طريق أثريا-خناصر أو تلك الواقعة شرق مدينة السلمية وجنوب مدينة مسكنة.
ويُعتبر هجوم التنظيم الثلاثاء الماضي على نقطة لقوات النظام شرق مدينة السلمية، آخر هجمات التنظيم في القسم الغربي من البادية السورية. وكان الهجوم قد أسفر عن تدمير دبابة "T55" ومقتل وجرح من كان بداخلها.
ويقول الباحث الأميركي المختص بتوثيق هجمات "داعش" غريغ ووترز ل"المدن"، إن هجمات تنظيم "داعش" خلال شباط 2021 بلغت 29 هجوماً في البادية، 14 منها في بادية مدينة حماة، تسببت بمقتل 16 شخصاً بينهم عناصر من قوات النظام ومدنيون، وهجوم وحيد في حلب تسبب بمقتل عنصر من قوات النظام.
وأضاف ووترز أن "إحصائية شهر آذار الحالي بلغت 12 هجوماً، من بينها 8 هجمات في بادية حماة، تسببت بمقتل 22 شخصاً من عناصر قوات النظام ومدنيين من أبناء المنطقة، و4 هجمات في بادية حلب تسببت بمقتل 4 من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها".
بادية محافظة حماة التي تشهد تزايداً في نشاط التنظيم، باتت أيضا كابوساً بالنسبة للمدنيين الذين يتوجهون إليها، خاصة رعاة الأغنام والمدنيين الباحثين عن مادة الكمأة، بسبب الألغام التي تُزرع على الطرقات الفرعية والترابية التي تسلكها آلياتهم، أو الهجمات التي تستهدف الرعاة وقطعان الأغنام.
ففي 7 آذار، قُتل 18 مدنياً، بينهم 13 إمرأة، نتيجة انفجار لغم أرضي بسيارة تحمل الباحثين عن مادة الكمأة، في منطقة وادي العزيب في الريف الشرقي لمدينة السلمية، كما سبقها بأيام مقتل 5 رعاة أغنام بعد أطلاق النار عليهم من قبل مجهولين، قاموا بعد قتل الرعاة بإطلاق النار على قطعان الأغنام ما تسبب بنفوق 400 رأس.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها