الجمعة 2020/07/17

آخر تحديث: 12:12 (بيروت)

إيران:عودة الاحتجاجات..وانتشار أمني كثيف

الجمعة 2020/07/17
إيران:عودة الاحتجاجات..وانتشار أمني كثيف
الإيرانيون خرجوا في تشرين الثاني الماضي احتجاجا على رفع أسعار الوقود © Getty
increase حجم الخط decrease
اندلعت احتجاجات شعبية في مدن رئيسية في إيران ليل الخميس، بعد أيام من قرار السلطات إعدام ثلاثة أشخاص شاركوا في تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019، على خلفية رفع أسعار الوقود.

وكانت السلطة القضائية الإيرانية أعلنت الثلاثاء تأكيد أحكام بالإعدام على ثلاثة رجال شاركوا في مظاهرات العام الماضي، مما أثار احتجاجات عبر الانترنت على العقوبة القاسية.

وأظهرت مقاطع مصورة عشرات الإيرانيين في تبريز (شمال) وبهبهان (جنوب) ومناطق أخرى وهم يتجمعون في الشوارع رافعين شعارات منددة بالنظام، من بينها "لا غزة ولا لبنان، أرواحنا فداءً لإيران"، في إشارة إلى الأموال التي ينفقها النظام الإيراني على ميليشياته اللبنانية والفلسطينية. وهي الشعارات نفسها التي رفعها المحتجون في تظاهرات تشرين الثاني التي قُتل خلالها المئات.


وقالت وكالة "رويترز"، إن قوات الأمن الإيرانية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في مدينة بهبهان في جنوب غرب البلاد، وأضافت أن مدناً أخرى تشهد وجوداً كثيفا لقوات الأمن. وأظهرت تسجيلات مصورة وجوداً كثيفاً لقوات الأمن في مدن منها طهران وأصفهان، إذ تم نشر وحدات خاصة وقوات الأمن على الطرق العامة، خاصة في المناطق الرئيسية والحيوية بهذه المدن، بحسب موقع "إيران انترناشيونال".

وقال شهود في بهبهان إن السلطات احتجزت عدداً من أشخاص بالمدينة الواقعة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.

وقال مرصد "نت بلوكس" الذي يراقب عمليات حجب الانترنت في تغريدة، إن خوزستان شهدت بعض القيود على الانترنت في وقت متأخر الخميس. وأوضح "نت بلوكس" أن بياناته تُظهر "اختلالاً كلياً وجزئياً يختلف باختلاف مُزود الخدمة، وسط الاحتجاجات المناهضة للحكومة"، لافتة أن الانقطاع مازال مُستمراً.

ودعا بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الناس إلى الخروج في مظاهرات في أنحاء البلاد الجمعة للاحتجاج على أحكام الإعدام الصادرة بحق الرجال الثلاثة.

وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن قوات الأمن ألقت القبض "على عناصر رئيسية من جماعات المعارضة... كانت تشجع الناس على الاحتجاج الجمعة في إقليم خرسان رضوي بشمال شرق" البلاد.

كما أعلن جهاز الاستخبارات، التابع للحرس الثوري الإيراني، في محافظة خراسان، في بيان، اعتقال عدد من المعارضين، بتهمة "نشر دعوات وتشجيع الناس على الاحتجاج في الشوارع".


من جهة ثانية، دعت مجموعة من الخبراء الحقوقيين في الأمم المتحدة إيران إلى إلغاء أحكام الإعدام بحقّ الرجال الثلاثة بعد ورود أنباء عن تعرّضهم للتعذيب للإدلاء باعترافاتهم.

وقال خبراء مستقلّون في الأمم المتّحدة معنيون بعمليات الإعدام التعسفية وحريّة التجمع والتعذيب: "ننضمّ اليوم إلى مئات آلاف الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين استنكروا أحكام الإعدام هذه". وأضافوا في بيان، "نحضّ رئيس السلطة القضائية على إلغاء هذا القرار بشكل فوري والسماح بإجراء مراجعة قضائية فورية ومستقلّة".

وقال البيان إن المحكومين الثلاثة اتّهموا بحمل السلاح بهدف القتل والسرقة والمشاركة في أعمال التخريب وإشعال الحرائق خلال الاحتجاجات، وهو ما أنكروه. وأضاف أن الثلاثة أدلوا باعترافاتهم بعد تعرّضهم للتعذيب، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية والتعليق رأساً على عقب من أقدامهم.

وقالوا إنّ المدانين الثلاثة حُرموا من الرعاية الطبية والاتصال بمحام خلال الاستجوابات، كما لم يسمح للمحامين الذين عيّنتهم لهم المحكمة بتمثيلهم في المحكمة العليا، ومُنعوا من الوصول إلى ملفات قضيتهم أثناء المحاكمة. وشدّد الخبراء على أنّ فرض عقوبة الإعدام "على أساس اتّهامات واسعة النطاق تتعلّق بالأمن القومي يرقى إلى أن يكون انتهاكاً فاضحاً لالتزامات إيران في مجال حقوق الإنسان".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها