ارتكبت الطائرات الروسية فجر الخميس، مجزرة في مدينة معرة مصرين بعدما استهدفتها بأكثر من غارة جوية. واستهدف الطيران الروسي بغارتين مبنى يأوي نازحين في أطراف المدينة ما تسبب بمقتل 15 مدني على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وجرح 20 آخرين. وأغلب ضحايا القصف الجوي نازحين من بلدة باب الطاقة في ريف حماة الشمالي الغربي.
وأكد الناشط الإعلامي فيصل الطيب ل"المدن"، أن القصف الروسي استهدف مبنى يسكنه عدد كبير من العائلات النازحة في أطراف مدينة معرة مصرين شمال شرقي مدينة إدلب، فيما حصيلة قتلى المجزرة في ارتفاع مستمر بسبب وجود حالات حرجة بين الجرحى من النساء والأطفال.
الطائرات الحربية ومدفعية قوات النظام والمليشيات نفذت حملة قصف انتقامية ليل الأربعاء/الخميس، مستهدفة بلدات ريفي حلب وإدلب، وتسبب القصف بمقتل وجرح عدد من المدنيين في مدينة دارة عزة في ريف حلب الشمالي الغربي، واستهدف القصف أكثر من 70 موقعاً وبلدة في المناطق القريبة من خطوط التماس.
المعركة مع الفصائل
وتواصل قصف طائرات النظام وروسيا الخميس، لمواقع المعارضة السورية في ريفي إدلب وحلب، وشهدت جبهات القتال اشتباكات متقطعة وقصف متبادل بالأسلحة الثقيلة، واستمر تحليق الطائرات المسيرة التركية في المنطقة واستهدافها المركز لمواقع ومجموعات قوات النظام والمليشيات وخطوط إمدادها.
استهدفت الطائرات الحربية خلال الساعات القليلة الماضية منطقة جبل الزاوية وقرى وبلدات سهل الغاب شمال غربي حماة، وامتدت الغارات مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وزاد عن 50 عدد الغارات التي استهدفت مواقع المعارضة المتقدمة في الجبهات الجنوبية.
الشيخ عقيل
وشهدت جبهات ريف حلب الشمالي الغربي صباح الخميس، اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها وفصائل المعارضة بعد أن تمكنت الأخيرة من إحراز تقدم بري في محور عمليات استراتيجي بالقرب من بلدتي نبل والزهراء.
وكانت المعارضة قد أشغلت جبهات ريف حلب، ليل الأربعاء/الخميس، وتابعت عملياتها الهجومية في محوري قبتان الجبل والشيخ عقيل والتلال الجبلية المحيطة، وشاركت المدفعية التركية في التمهيد للفصائل المهاجمة، واستهدفت الطائرات التركية المسيّرة بعدد من الغارات مواقع قوات النظام والمليشيات الإيرانية في خطوطها الدفاعية الخلفية.
وفشلت المعارضة في تثبيت سيطرتها في قبتان الجبل بعد أن دخلت أطرافها لكنها تمكنت من السيطرة على الشيخ عقيل وتلتها وتلة الأرقم وبذلك استطاعت فك حصار نقطة المراقبة التركية في الشيخ عقيل.
مصادر عسكرية في "الجبهة الوطنية للتحرير" قالت ل"المدن"، إن سيطرة الفصائل على بلدة الشيخ عقيل بريف حلب تتيح لها مواصلة العمليات الهجومية والإشراف نارياً على منطقة واسعة شمال غربي حلب.
وأوضحت أن الهجوم أسفر عن مقتل 20 عنصراً على الأقل من المليشيات الإيرانية، واغتنام 4 رشاشات ثقيلة، وتدمير عدد من راجمات الصواريخ بقصف مدفعي وقصف آخر للطائرات التركية المسيّرة، والتي استهدفت مجموعة متسللة للمليشيات في محور قبتان الجبل وقتلت 15 عنصراً منها.
ولم تعترف قوات النظام والمليشيات بخسارتها لمواقع وقرى في ريف حلب الشمالي الغربي حتى الآن. وقالت مواقع إعلامية موالية للنظام إنه تم التصدي للهجمات البرية التي شنتها الفصائل المدعومة من تركيا.
محاور العمليات شمال غربي حلب جرى التحضير لإشغالها من قبل المعارضة منذ بداية آذار/مارس وتم تأجيل الهجوم أكثر من مرة، وبالتالي كان الهجوم متوقعاً بالنسبة لقوات النظام والمليشيات التي بدت جاهزة للتصدي ولديها تحصينات ودفاعات حصينة كان لها الدور البارز في منع المعارضة من تحقيق تقدم واسع.
جبهات جبل الزاوية
لم تتغير خريطة السيطرة في جبهات ريف إدلب الجنوبي منذ بداية آذار، وفشلت المعارضة في دخول كفرنبل أكثر من مرة، وأجبرت على الانتقال من الهجوم إلى الدفاع في أكثر من محور جنوبي إدلب وسهل الغاب بعد أن عززت قوات النظام مواقعها بمزيد من الأعداد والعتاد الحربي في كامل خط التماس.
الطائرات التركية المسيرة استهدفت مناطق عمق سيطرة قوات النظام والمليشيات في ريف حماة الشمالي، واستهدفت بعدد من الصواريخ مقر قيادة فرعي ل"الفرقة 25 مهام خاصة" في بلدة قمحانة. وبحسب مصادر عسكرية معارضة، أسفر القصف عن مقتل عدد من قادة العمليات التابعين للفرقة التي يقودها، العقيد سهيل الحسن.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها