مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن رتلاً عسكرياً لـ"حزب الله" يضم عشرات من عربات الدفع الرباعي وبعضها محمل برشاشات عيار 23 مم، بالإضافة إلى مدافع ميدانية من عيار 57 مم، دخل الأراضي السورية صباح الأحد، قادماً من قرية الطفيل الحدودية، وسلك طريق حوش عرب-الجبة، مروراً برأس المعرة وصولاً الى بلدة فليطة في القلمون الغربي.
وثبتت المليشيا نقاطاً عسكرية من قصر أبو العباس على أطراف بلدة فليطة حتى مشارف مدينة قارة على الطريق العرضي بين البلدتين، ونقطة عسكرية اعلى وادي التركمان تشرف على بلدة قارة وديرها، بالأضافة إلى نقطة في فليطة.
وقامت المليشيا عقب نشر نقاطها في المنطقة، بأبعاد الأسلحة الثقيلة واخفائها عن المدنيين، مستفيدة من جغرافية المنطقة.
وأضاف مصدر "المدن"، أن تعزيزات لـ"حزب الله" وصلت الى جرود بلدة سرغايا صباح الجمعة من كناكر في ريف دمشق، وثبت الحزب 3 نقاط عسكرية جديدة بالإضافة إلى نقاطه السابقة.
ونفى مصدر "المدن"، وصول أي تعزيزات للحزب الى داخل مدينة الزبداني، مؤكداً ان النقاط التي يسيطر عليها الحزب داخل المدينة لا زالت على حالها منذ عام 2017.
وكانت قد وصلت تعزيزات للحزب الى القلمون الغربي منذ أيام،
تزامناً مع الاشتباك الذي وقع مع مليشيا "الدفاع الوطني" بسبب صفقة مخدرات.
العودة المشروطة للقصير
وبالتزامن مع تحركات الحزب في القلمون الغربي، سمح النظام لـ1000 شخص بالدخول إلى مدينة القصير غربي حمص، المعقل الأبرز لمليشيا الحزب، بعد صدور الموافقات الأمنية من قبل "الأمن العسكري" في مفرزة حسياء.
مصدر اعلامي من القصير، قال لـ"المدن"، إن العائدين إلى القصير هم من أبنائها فعلاً، من النازحين إلى مدينة حمص وبلدات حسياء وشنشار وجندر، منذ العام 2013. وغالبية العائدين من الموظفين، ومن العوائل التي ليس لها أي ارتباط بالمعارضة التي كانت موجودة في المدينة سابقاً، و"يعرف عنهم ولاؤهم للنظام".
مليشيا "حزب الله" كانت قد سيطرت على مدينة القصير منتصف عام 2013، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة، وأجبرتها على المغادرة باتجاه القلمون الغربي ولبنان. واسفرت المعارك عن دمار هائل في المدينة قدرته بعض المنظمات بنسبة 75%. وثبتت مليشيا الحزب عشرات المواقع العسكرية داخل المدينة، وانشأت معسكرات للتدريب وثكنات عسكرية في محيطها. وحوّلت المليشيا جزءاً من الاراضي الزراعية الممتدة بين القصير والبقاع الى مزارع للحشيش، بحسب تقارير إعلامية. وفي القصير، أقام الحزب أول عرض عسكري مسلح له، في ما اعتبر إعلاناً صريحاً عن أهمية هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة له، كصلة وصل بين سوريا ولبنان.
مصدر "المدن"، قال إن أعضاءً من "حزب البعث" ممثلين بمسؤول "مكتب الشباب" شحادة مطر، إضافة الى وجهاء من القصير وضباط متقاعدين، قاموا بجمع قائمة من الأسماء، منذ 5 شهور وقدموها للأجهزة الأمنية، واستلموا أول قائمة بالأسماء الموافق على دخولها للمدينة من مفرزة حسياء التابعة لـ"الأمن العسكري" مطلع نيسان/ابريل، و
ضمت 400 اسم، إلا أن عودتهم ظلت مرهونة بموافقة مليشيا "حزب الله"، الطرف الأقوى على الأرض في القصير.
وفي القصير، بالإضافة إلى "حزب الله"، تتواجد مليشيات محلية من "الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية" الموالية للحزب، من أبناء المدينة وريفها، كانت معارضة لدخول الأهالي، وهددت باعتراضهم. ووضع "الأمن العسكري" شروطاً لدخول النازحين، لإرضاء تلك المليشيات، بعد صدور الموافقات الأولية في نيسان. ومن الشروط الجديدة ألا يكون للعوائل الراغبة بدخول المدينة أي علاقة او ارتباط بالمعارضة التي كانت موجودة سابقاً، وألا يكون لها قتلى في صفوف المعارضة.
وأوضح مصدر "المدن"، ان مصير المدنيين الذين دخلوا المدينة، لم يتضح بعد، إذ أن المنازل المدمرة جزئياً أو السليمة، لا تشكل إلا ما نسبته 25% من البيوت، وهي مُعفّشة بالكامل. والواقع الخدمي في المدينة غير مهيئ لاستقبال المدنيين، فالنظام لم يجرِ أي إصلاح جدي للبنى التحتية.
وأشار مصدر "المدن"، إلى أنه لم تتضح وظيفة الكرفانات التي أدخلت الى المدينة في نيسان، عن طريق "الأمن العسكري"، إن كانت ستخصص للمدنيين أم أنها من ملاك قوات النظام في المنطقة.
مصادر محلية، أكدت لـ"المدن"، أن عناصر من مليشيا "حزب الله" وزّعوا أعلام الحزب على المدنيين العائدين الذين رددوا بطلب منهم شعارات لتحية الحزب وتحية قتلاه الذين سقطوا في المدينة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها