وصل مدير دار النهضة للعلوم الشرعية "الكلتاوية" الشيخ محمود ناصر الحوت، إلى مدينة أضنة التركية مطلع شهر تموز/يوليو، وتداول أنصاره صوراً وتسجيلات مصورة له في أحد المراكز الدينية التابعة لجماعة النورسية التركية برفقة مشايخ ومدرسين حلبيين يعملون في مركز لتحفيظ القرآن تدعمه الجماعة الصوفية التركية. وقالوا إن الحوت وصل الى أضنة قادماً من حلب عبر مطار بيروت، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
وكان الشيخ الحوت قد وصل إلى حلب بداية شهر حزيران/يونيو عائداً من مصر التي هاجر إليها مع بداية الثورة السورية والتي لم يكن هو وأتباعه يؤيدونها، وبدت عودته إلى حلب أشبه بمصالحة مع النظام الذي من المفترض أن يستفيد منه في مرحلة لاحقة بدأت تظهر ملامحها بعد وصول الحوت إلى تركيا ولقائه المئات من الأنصار والمريدين.
والجماعة النورسية التي استقبلت الشيخ في أحد مراكزها في أضنة، هي جماعة دينية إسلامية أقرب في تكوينها إلى الطرق الصوفية منها إلى الحركات المنظمة، مؤسسها الشيخ سعيد النورسي الذي عاش بين العامين 1873 - 1960 ميلادية.
ولد الشيخ النورسي من أبوين كرديين، في قرية نورس القريبة من بحيرة وان، في مقاطعة هزان في إقليم بتلس شرقي الأناضول، وللجماعة انتشار واسع في تركيا ولها أنصار ومريدون، وهي من التيارات الإسلامية غير الرسمية ولكنها على علاقة طيبة مع حكومة "العدالة والتنمية" التركية، وقدمت الكثير من المساعدات والتسهيلات للاجئين السوريين خلال السنوات الماضية وتدعم مراكزها العديد من الأنشطة الدينية والثقافية المقدمة للسوريين. وفي الغالب تمكن الشيخ الحوت من الوصول الى تركيا عن طريق الجماعة النورسية والمشايخ الحلبيين العاملين معها.
وتجمع المئات من أنصار الشيخ الحوت في أضنة قبل يومين، واصطفوا في طابور طويل في انتظار دورهم للسلام على الشيخ وتقبيل يده، والتف عدد من المشايخ حوله لينظموا طابور المريدين الصوفيين.
وألقى الشيخ الحوت محاضرة تحدث فيها عن الصوفية، رد فيها بشكل غير مباشر على الاتهامات التي تطال الصوفية، ودعم دفاعه عنهم بروايات عن التابعين والأئمة الصوفيين، وكراماتهم وتفانيهم في خدمة الدين والناس وزهدهم في الدنيا.
وأرجع الشيخ الحوت في محاضرته "البلاء والآلام التي حلت بالأمة الإسلامية" إلى "حب الدنيا والبعد عن الاستقامة وارتكاب المعاصي"، وركز في حديثه على فئة الشباب التي تتعرض للفتن بشكل غير مسبوق، على حد تعبيره. ولم يتطرق إلى الأحداث التي يعيشها السوريون في الداخل وفي دول اللجوء، وفي نهاية محاضرته دعا لحكام المسلمين عامة بأن تتألف قلوبهم لخدمة البلاد والعباد، وأن يرجع المغتربون السوريون إلى بلدهم، ولم يقل لاجئين أو مهجرين.
ويقول أنصار الشيخ الحوت أن الشيخ يستعد للحج، وهذا سبب مجيئه إلى تركيا، في حين يقول المناهضون له، إنه وصل الى تركيا في مهمة شبه رسمية لإقناع المريدين وأنصاره الحلبيين بالعودة إلى حلب وربما يحمل الشيخ معه تطمينات لمن يرغب بالعودة تشمل عدم ملاحقتهم من مليشيات النظام والأفرع الأمنية، فيما اعتبر آخرون خروج الشيخ الحوت من حلب فراراً من النظام مرة أخرى.
ويبدو أن سبب زيارة الشيخ الحوت أعمق مما يتداوله أنصاره ومناهضوه، وبدت محاضرته وحديثه عن الصوفية وكراماتهم والترويج لمذهبهم بأنهم الفئة المنصورة استكمالاً للحراك الذي بدأه الشيخ الحوت من العراق مطلع عام 2019، عندما التقى المجمع الأعلى للصوفية المقرب من إيران والحكومة العراقية، وقد يواصل الشيخ الحوت حراكه في السعودية، التي بات الصوفيون فيها يتمتعون بحرية أكبر بعد التغيرات التي شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها