قال مصدر قيادي في "المجلس الوطني الكردي"، لـ"المدن"، إن السعودية تعمل على تأسيس هيئة تفاوض جديدة، وربما ائتلاف معارض جديد، يضم قوى عربية وكردية، ضمن تحضيرات "مؤتمر الرياض-3".
التمثيل الكردي الجديد في الهيئة الرئاسية والسياسية للائتلاف الوطني، كان بشخصيات لا تتمتع بثقل سياسي، بحسب المصدر. وكان الائتلاف الوطني قد انتخب، السبت، رئيساً له وللحكومة المؤقتة، وذلك في ختام اجتماعات الدورة الـ46 التي شهدتها مدينة إسطنبول. وانتخب عبدالحكيم بشار نائباً لرئيس الائتلاف، وعبدالله كدو عضواً في هيئته السياسية. وبشار، بحسب المصدر، لا يتمتع بأي نفوذ داخل "المجلس الوطني الكردي"، كما أن انتخابه تزامن مع توارد أنباء عن احتمال استبعاده من المناصب القيادية في "المجلس".
المصدر القيادي قال إن "المجلس الوطني الكردي"، يسير في برنامج لتنفيذ المبادرة الفرنسية، ما سينجم عنه انسحاب "المجلس" من الائتلاف، والانضمام إلى ائتلاف سياسي جديد مقرب من السعودية. وقد تتضمن المبادرة تأسيس إدارة ذاتية جديدة في الشمال الشرقي من سوريا، يشارك فيها "المجلس الوطني الكردي" وقوى عربية أخرى.
وكشف المصدر أن السعودية ستضم "مجلس سوريا الديموقراطية" و"المجلس الوطني الكردي"، ضمن وفد كردي مشترك، بالإضافة إلى قوى عربية أخرى مقربة من السعودية، وستقوم بتعديلات جذرية على "هيئة التفاوض".
وكانت باريس قد تقدمت بمبادرة في نيسان/أبريل لتحقيق اتفاق كردي بين "المجلس الوطني الكردي" و"الاتحاد الديموقراطي"، تهدف إلى انضمام "المجلس" إلى "الإدارة الذاتية"، مقابل مشاركة "الاتحاد" و"المجلس" في تمثيل الأكراد سياسياً. إذ يعتبر "المجلس" لغاية الآن القوة الوحيدة المعترف بها دولياً كممثل سياسي للأكراد.
وأكد المصدر القيادي الكردي، أن باريس تضغط على الطرفين الكرديين لإنجاز الاتفاق، وتعتمد على حكومة إقليم كردستان في تحقيقه، مضيفاً أن باريس شكلت لجنة من كل طرف لتنفيذ بنود الاتفاقية.
وزار ممثلون عن عموم الأحزاب الكردية السورية إقليم كردستان، خلال حزيران، وصودف في الوقت ذاته، وجود وفد من الأحزاب الكردية المشاركة في "الإدارة الذاتية" برئاسة الرئيس المشترك لـ"الاتحاد الديموقراطي" شاهوز حسن، مع وفد من قيادات "المجلس الوطني الكردي"، في أربيل.
وكشفت مصادر "المدن" أن رئيس "الديموقراطي الكردستاني" مسعود برزاني، اجتمع مع وفد "المجلس الوطني الكردي"، وشجعهم على المضي في المبادرة الفرنسية.
ودار الحديث خلال الأسبوع الماضي عن ترتيبات سعودية لتوسيع "هيئة التفاوض"، ومشاركة "مجلس سوريا الديموقراطي" فيها، ضمن ترتيب سياسي جديد لـ"مؤتمر الرياض-3". مسؤولو "هيئة التفاوض" نفوا وجود اتصالات مع "مسد"، بينما اشترط عضو المجلس الرئاسي لـ"مسد" سيهانوك ديبو، إعادة هيكلة "هيئة التفاوض" كشرط للانضمام إليها.
ويبدو أن "مسد" في طريق الاستفادة من تأثير التجاذبات الإقليمية والدولية على المعارضة السورية، والتي يبدو بأنها ستؤدي إلى تأسيس جسم سياسي معارض جديد.
وغير واضح الدور الذي يمكن أن يلعبه "مسد" في الجسم التفاوضي الجديد، إلا أن أطرافاً دولية تدعم دوراً محوريا له في صفوف المعارضة. باريس، كانت قد استضافت، السبت والأحد، ورشة حوارية عقدتها "مسد"، ودعت إليها معارضين سوريين، بهدف عقد "مؤتمر وطني عام لقوى المعارضة الديموقراطية". وشارك في الورشة شخصيات مستقلة ومعارضة، وناقشت تجربة "الادارة الذاتية"، وركزت على فكرة جعل مناطقها مركز جذب للقوى المعارضة.
وتعمل الدول الداعمة لـ"مسد"، من خلال مؤتمرات داخلية وخارجية، على مستويين؛ التسويق لـ"مسد" سياسياً، واستقطاب كوادر سياسية معارضة له للتخفيف من تسلط "الاتحاد الديموقراطي" عليه.
عضو المجلس الرئاسي لـ"مسد" زهية آل رشي، قال لـ"المدن"، إن الهدف من مؤتمرات "مسد"، هو تقريب وجهات النظر، للتوسع واستقطاب الكفاءات السياسية والإدارية. وأشارت آل رشي، إلى أن مسألة اللامركزية لاقت معارضة شديدة من قبل المدعوين لمؤتمر "الحوار السوري-السوري" الذي رعته "مسد" قبل نحو عام في عين عيسى.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها