سلمت مفرزة حسياء التابعة للأمن العسكري إلى أعضاء "حزب البعث" عن مدينة القصير، قوائم تضم أسماء 400 شخص سيسمح لهم بالعودة الى المدينة خلال الأيام القادمة.
مصدر مطلع قال، لـ"المدن"، إن لجنة مؤلفة من أعضاء "حزب البعث" ووجهاء المدينة وضباط متقاعدين، هم من جمعوا الأسماء خلال شهر آذار/مارس و قدموها للجنة ضباط من فرعي "الأمن العسكري" و"الأمن القومي" في مدينة حمص، ليتم دراسة أوضاع الأشخاص الذين سيسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم. وأغلب الأسماء التي وردت في القوائم، او التي جمعتها لجنة القصير هي لموظفين يعملون في الدوائر الحكومية، يتواجدون في مدن مجاورة للقصير.
وأبلغت اللجنة المدنيين بأنه لن يسمح لهم عند الدخول ان يقيموا في منازل مدمرة، أو منازل لا يملكون إثباتاً على ملكيتها، كما لن يسمح لهم بإدخال مواد البناء لترميم المنازل المهدمة.
وأضاف المصدر، أنه بالتزامن مع تسليم القوائم، تسلمت مفرزة حسياء 150 كرفانة من مؤسسة "الإسكان العسكري"، ونقلت عدداً منها إلى وسط مدينة القصير، وسُربت أخبار من عناصر "الأمن العسكري" تفيد "أن الكرفانات التي أرسلت من مؤسسة الإسكان العسكري، ستوضع وسط المدينة حيث تتواجد الأفرع الأمنية، وستخصص للعائدين الى مدينة القصير، وسيقيمون فيها لفترة وجيزة تحت انظار عناصر قوات النظام المتواجدين في المربع الأمني".
من لبنان إلى القصير
منذ انطلاق المبادرة الروسية لإعادة المهجرين السوريين من لبنان الى سوريا، تأسست مجموعة عمل أطلقت على نفسها اسم "اللجنة الأمنية لأهالي القصير، تضم اشخاصاً من سوريا و لبنان، و يرأسها عبدالاله المحاميد، الذي يقيم علاقات متينة في لبنان وصلت لمستوى الرئاسة، وفق المصادر، وحصرت اللجنة مهامها بجمع أسماء الراغبين بالعودة ومساعدتهم على تسوية أوضاعهم، وحاولت اللجنة اقناع أهالي القصير المتواجدين في المخيمات اللبنانية بالعودة الى مدينتهم، لكنها لم تنجح الا بإقناع العشرات الذين عادوا بداية عام 2019، لعدم وجود خطة واضحة لمستقبل المهجرين في حال عودتهم، فلا أماكن تأويهم، ولا ضمانات حقيقية تحميهم من تسلط الأجهزة الأمنية، كما ان المعضلة الأكبر في المدينة وريفها هي تواجد ميليشيا "حزب الله" اللبناني، التي لا تجرؤ اللجنة أن تشير إليها خلال الحديث عن مبادرتها لإعادة المهجّرين.
ظهور لجنة فعالة تضم أبرز وجهاء عوائل القصير المعارضين الموجودين في لبنان ساهم الى حد كبير في تقويض عمل اللجنة المحسوبة على النظام، واقناع الأهالي بالتريث وعدم القبول بعروض تلك اللجنة، ما لم يتم وضع خطة واضحة للعودة وكشف مستقبل المدينة.
ما الذي حصل في البويضة الشرقية؟
مصدر مطلع قال لـ"المدن"، إن مفرزة حسياء التابعة لـ"الأمن العسكري" سلمت منتصف آذار/مارس الماضي، وجهاء مدينة البويضة الشرقية المقيمين في حسياء، قوائم تضم أسماء 300 شخص حصلوا على موافقة من الجهات الأمنية تخولهم العودة الى مدينتهم، وذلك بعد أن استمر التدقيق فيها لتسعة أسابيع، حيث استبعد منها كل شخص تجمعه قرابة بأشخاص عرف عنهم معارضتهم للنظام السوري. وحددت المفرزة يوم 21 آذار/مارس للدخول الى المدينة.
وأوضح المصدر، أن الدخول إلى المدينة كان بإشراف ضباط من "الأمن العسكري" و"الأمن القومي"، ولم يسمح للمدنيين الدخول بسياراتهم الخاصة أو اصطحاب أغراضهم الشخصية، ورافقتهم أثناء تجولهم في المدينة لتفقد منازلهم اعداد كبيرة من عناصر الميليشيا المحلية من أبناء القرى المجاورة، واستمر التجول في المدينة لساعات قبل ان ينتهي بتجميع المدنيين وسط ساحة المدينة للهتاف والتصفيق للنظام، ومن ثم طُلب منهم المغادرة.
وخلال الجولة، تم إبلاغ الأهالي من قبل الضباط المشرفين على دخولهم "أن العودة الى المدينة في الوقت الحالي مرهونة بإعادة اعمارها، وعودة الخدمات أليها". وأشار مصدر "المدن" إلى أن المدينة منذ أن سيطرت قوات النظام عليها وهجرت أهلها منها، لم تبدأ فيها أي عملية إعادة إعمار.
هاجس المليشيات الموالية
سمحت قوات النظام في الرابع من شباط/فبراير لأكثر من 200 عائلة من أهالي بلدة الزارة، الدخول اليها وتفقد منازلهم بإشراف الميليشيا الموالية، وغادروا جميعهم في اليوم نفسه، بعد أن أبلغوا من محافظ حمص طلال البرازي أن عودتهم الى البلدة مجدداً ستكون منتصف عام 2019، رثما تنتهي المديريات المعنية من تجهيز البنى التحتية وإعادة الخدمات لاستقبال المدنيين.
وقال مصدر "المدن"، إن العودة الى بعض قرى تلكلخ التي هُجر أبناؤها وشهدت صراعاً طائفياً خلال العام الأول من الثورة كالزارة والحصرجية، غير مرتبطة بإعادة الاعمار، إنما العائق الأبرز هو عدم قبول الميليشيا الموالية لفكرة عودة المهجرين الى مدنهم، وتوعدهم بالانتقام و التشريد مجدداً.
وأشار مصدر "المدن" إلى أن الميليشيا الموالية قتلت ثلاثة من العائدين لمدينة تلكلخ ذبحاً بالسكاكين في تشرين الأول/أكتوبر 2018، وجدت جثثهم ملقاة على الطريق الواصل بين تلكلخ وقرية باروحة. وإعتدت الميلشيات على عائدين الى قرى عرجون، قاديش، والنبي مندو في قرى ريف القصير، حيث هاجمت منازلهم ليلاً لأكثر من مرة بالقنابل، وأطلقت عليها النار لإخافتهم واجبارهم على المغادرة، وهو الأمر الذي تحقق فعلاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها