أعلنت "حركة نور الدين الزنكي"، ليل الاثنين/الثلاثاء، حلّ نفسها والانضمام إلى صفوف "فيلق المجد" التابع لـ"الجيش الوطني" المدعوم من تركيا في ريف حلب، وتشكيل "اللواء الثالث"، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
عضو المكتب الإعلامي في "فيلق المجد" كرم الحلبي، أكد لـ"المدن"، أن "الزنكي" باتت تحمل اسم "اللواء الثالث"، وأصبحت رسمياً أحد تشكيلات "فيلق المجد"، ويتمركز مقاتلوها في مناطق سيطرة المعارضة في منطقة عفرين. وبحسب الحلبي، فالعمل يجري حالياً على الأمور التنظيمية والإدارية، لإستكمال عملية الانضمام بشكل تقني، واحصاء الأعداد النهائية للمقاتلين المنضمين إلى صفوف "الفيلق".
وتأسس "فيلق المجد" في العام 2017 بقيادة يامن تلجو. وكانت معركة "غصن الزيتون" في عفرين، أولى المعارك التي خاضها إلى جانب فصائل المعارضة المدعومة من تركيا في "درع الفرات". وفي العام 2018 انضم إلى صفوفه الرائد ياسر عبدالرحيم، ومقاتلون منشقون عن "فيلق الشام" بسبب خلافات داخلية. وتم تعيين عبدالرحيم قائداً عسكرياً لـ"فيلق المجد".
ويعتبر "فيلق المجد"، الخيار الأفضل لمقاتلي "الزنكي"، بالمقارنة مع بقية فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب. فـ"الفيلق" تشكيل جديد نسبياً، يسعى إلى أن يكون أقوى، ولديه قابلية لتقاسم السلطات مع فصائل جديدة تنضم إلى صفوفه. ويبدو أن لقادة الفيلق علاقات جيدة مع الأتراك، ما يعني أن هناك إمكانية لزيادة عدد المقاتلين وتغطية الأعداد الجديدة بالرواتب والمصروفات، وتأمين الحماية والدعم.
قرار حل "حركة الزنكي"، كان خياراً لا بد منه، بعدما خسرت مناطق نفوذها والجزء الأكبر من عتادها في معركتها الأخيرة مع "هيئة تحرير الشام" مطلع العام 2019.
وكانت الحركة قد تخلت عن قادة صفها الأول، بطلب تركي، وتم تعيين قادة جدد لها بينهم ضباط منشقون. وتُقدّرُ أعداد مقاتلي "الحركة" الذين شكلوا "اللواء الثالث" بألفي مقاتل تقريباً، أغلبهم من ريف حلب الغربي وشمالي ادلب، وقد هجّرتهم "تحرير الشام" من مناطقهم.
وكانت "الزنكي" من الفصائل المسلحة المؤسسة للجيش الحر في ريف حلب في العام 2012، عندما كانت كتيبة صغيرة يقودها الشيخ توفيق شهاب الدين. وشاركت الحركة في تشكيل "لواء التوحيد"، أول فصيل عسكري كبير في الشمال السوري. وتلاشى لاحقاً "لواء التوحيد" وبقيت "الزنكي"، وزاد نفوذها في حلب. وهي واحدة من الفصائل المعارضة التقليدية، ذات البُعد المناطقي الذي أسهم في تماسكها وصمودها أمام التغييرات التي طرأت في الخريطة العسكرية في الشمال.
وعاشت "الزنكي" صراعاً طويلاً مع "تحرير الشام"، بعد تحالفهما المؤقت، وجرت جولات اقتتال عنيفة بينهما، كانت الأخيرة أكثرها إيلاماً؛ إذ خسرت "الزنكي" في وقت قياسي العشرات من مقاتليها ومعظم أسلحتها، وأجبرت على ترك معاقلها الرئيسية في ريف حلب الغربي.
"تحرير الشام"، عبّرت عن شماتتها بحلّ "الزنكي"، وقال عضو مجلس الشورى الفلسطيني "الزبير الغزي": "إلى مزبلة التاريخ بعد إعلانها نعي نفسها رسمياً، العقبى عند أخواتها من الفصائل".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها