تشهد أسواق الشمال السوري المحرر انتشاراً كبيراً لفئة 2000 ليرة سورية، خاصة في محال الصرافة لشراء القطع الأجنبي، في ظل تهاوي سعر صرف الليرة، بحسب مراسل "المدن" محمد أيوب.
أحد الصرافين في مدينة عفرين، قال لـ"المدن"، إنه تم ضخ مبالغ كبيرة من العملة السورية فئة الـ2000 ليرة، بشكل غير مسبوق في الأسواق، من قبل شركات الصرافة الكبرى، لشراء الدولار والليرة التركية. ويجري ذلك في الوقت الذي تنتشر فيه أخبار عن رفض صرف هذه الفئة من العملة السورية في لبنان والأردن.
وشهدت مدن في الشمال اغلاقاً للمحال التجارية مع تراجع حركة البيع والشراء، نتيجة انهيار الليرة، مع توجه أغلب التجار للتعامل بالدولار في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام"، والدولار والليرة التركية في مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون".
المجلس المحلي في مدينة إعزاز شمالي حلب، أصدر قراراً بالبدء بتسعير الذهب بالليرة التركية بدلاً من السورية، وإلزم الصاغة بعرض السعر بالليرة التركية على شاشات العرض، كما حدد الفرق بين سعر المبيع وسعر الشراء بسبع ليرات تركية للغرام الواحد.
مصادر في غرفة التجارة والصناعة في مدينة عفرين أكدت لـ"المدن"، وجود اقتراحات ودراسات يتم تداولها مع المجلس المحلي، لاتخاذ خطوات مشابهة.
وبدأ كثير من التجار في الشمال برفض التعامل بالليرة السورية، خاصة تجار المواد الغذائية، ما تسبب بأزمة أثرت سلباً على حركة البيع والشراء.
مدير مبيعات "شركة المتحدة الهندسية" الخاصة في "درع الفرات" و"غصن الزيتون" محمد ابو ابراهيم، قال لـ"المدن"، ان التعامل بالليرة السورية في ظل تذبذب سعر صرفها أمام الدولار قد يسبب خسائر كبيرة بسبب دفع ثمن المواد الخام والمستوردة بالدولار. لذلك، فقد أصدرت إدارة الشركة، أمراً بالتعامل مع زبائنها بالدولار، تفادياً للخسائر المحتملة.
أبو عبدو، صاحب محل تجاري في مدينة عفرين، قال لـ"المدن"، إن أغلب تجار الجملة باتوا يطلبون ثمن البضائع بالدولار منذ أسبوع، والبعض يقبل الدفع بالليرة السورية ولكن بأسعار التصريف الجديدة.
ويرى مراقبون ان استبدال الليرة السورية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بعملة أخرى هو حل مناسب وممكن في ظل انهيار الليرة. إذ أن اغلب العاملين في تلك المناطق، من مدنيين وعسكريين، يعتمدون في رواتبهم على الليرة التركية والدولار الأميركي. حتى المساعدات الانسانية التي تقدمها المنظمات والجمعيات الخيرية، لا تُصرف بالليرة السورية، وذلك ينطبق أيضاً على الحوالات الخارجية.
من ناحية أخرى، انتشرت دعوات من ناشطين اعلاميين واقتصاديين، لـ"الحكومة السورية المؤقتة"، لاتخاذ اجراءات عاجلة لإيجاد حل لتدهور الليرة السورية، والتعامل بالليرة التركية بدلاً منها، خاصة أن كافة الدوائر الرسمية التي تتبع لـ"المؤقتة" تعتمد الليرة التركية في تعاملاتها. ولم يصدر عن "المؤقتة" أي تصريح، أو بيان رسمي، تجاه هذه الازمة حتى اللحظة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها