سجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، ارتفاعاً إضافياً في تعاملات الثلاثاء المُبكّرة، بحدود 25 ليرة، زيادة على ارتفاع سابق سجله الإثنين بحدود 40 ليرة. ووصل بذلك دولار دمشق إلى 820-825، منهياً تقريباً التحسن السابق في سعر صرف الليرة.
ويبدو أن التراجع الأخير في سعر الليرة، جاء بعد قرار جديد للمركزي (لم ينشر على غرار جميع قراراته المهمة بشكل رسمي) وقضى بتحديد السعر التفضيلي للدولار بقيمة 700 ليرة سورية. وكانت نشرة سابقة لـ"المركزي" في 2 كانون الأول، قد عممت على المصارف العامة المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي وشركات الصرافة بشراء حوالات الأمم المتحدة والسفارات والقنصليات والبعثات الديبلوماسية والمنظمات والمؤسسات الدولية الواردة من الخارج بالقطع الأجنبي بسعر صرف وفقاً لنشرة السعر التفضيلي.
وأبقى المركزي السعر الرسمي لـ"دولار الحوالات" بـ434 ليرة.
تذبذب سعر الصرف، خلال السنة الماضية كان قد دمّر حرفياً سوق الصرافة في سوريا. موقع "الاقتصادي" قال إن وزارة التجارة الداخلية صادقت على حل "شركة كلش للصرافة" بناءً على قرار مؤسسيها، ليصل عدد شركات ومكاتب الصرافة التي تم حلها وإلغاء ترخيصها منذ بداية عملها 2007 وحتى نهاية تشرين الثاني 2019، لنحو 90 شركة ومكتب بنسبة 66% من أصل 133 حصلوا على ترخيص للعمل، أي ما يعادل الثلثين، استناداً لإحصائيات "مصرف سوريا المركزي".
ولم يُسجل في 2019 أي ترخيص جديد لشركات الصرافة، فيما تم حل وتصفية 3 شركات صرافة و5 مكاتب صرافة توزعت على دمشق وحلب.
وتعاني شركات الصرافة من فروق كبيرة بين سعر الصرف المحدد من المركزي والسوق السوداء، وسط ملاحقة أمنية متشددة، ما تسبب بتوقف غالبية نشاطاتها بسبب الخسائر.
وتترافق تلك التطورات مع استمرار الملاحقات وقرارات الحجز الاحتياطي على كبار رجال أعمال النظام. وفي تطور لافت غير مفهوم الدوافع، صدر قرار بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرجل الأعمال السوري طريف عبدالباسط الأخرس، عم أسما، زوجة بشار الأسد، وكل من أبنائه محمد وديانا ونورا.
وطال الحجز أيضا شركة "مصانع الشرق الأوسط للسكر" وشركة "تاج للاستثمارات الصناعية"، وشركة "المباني لإنتاج المباني الجاهزة"، و"مصنع سولينا للزيوت" و"مصنع الشرق الأوسط للأعلاف"، "وشركة ترانس بيتون لمستلزمات البناء" و"شركة سامبا لصناعة البوظة"، وشركة "Julianvst al offshore" و"شركة الفعاليات" المحدودة المسؤولية. وجميع هذه الشركات تعود بشكل مباشر أو غير مباشر للأخرس وأبنائه.
وجاء قرار الحجز الاحتياطي بسبب "مخالفات في النوع" وفق مصدر في الجمارك. و"مخالفة النوع التي تعرض رسماً للضياع"، هي عبارة عن مخالفة لبند جمركي في التعرفة الجمركية تم التصريح عنه ببند جمركي رسمه أقل.
ويُعدُّ طريف الأخرس من أكبر تجار الإستيراد والتصدير في سوريا، ويملك منشأة لتكرير الزيوت النباتية ومنشأة لتكرير السكر والكحول والمولاس والخميرة ومصانع إنتاج الخرسانة الجاهزة ومطاحن الدقيق وشركة تصنيع نشاء الذرة وشركة تصنيع وتعليب اللحوم. وجميع منشآت الأخرس الصناعية تم ترخيصها وإنشاؤها بعد عام 2001، أي بعد وصول بشار الأسد زوج أسماء الأخرس إلى الحكم.
وفي 10 تشرين الأول أصدر المصرف المركزي السوري قراراً بتجميد حسابات ثمانية من رجال الأعمال من بينهم طريف الأخرس، وسط أنباء عن نية النظام الضغط على دائرة المنتفعين منه بهدف الإيداع في حساب دعم الليرة السورية.
وكانت وزارة المالية قد أصدرت في 2017، قراراً ألغت بموجبه حجزاً احتياطياً سابقاً على الأخرس وعائلته، بعد الوصول إلى تسوية بينه وبين "المصرف العقاري" حول قرض كان قد حصل عليه سابقاً وتوقف عن تسديد الأقساط المترتبة عليه.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها