تمكنت الفصائل المعارضة والإسلامية، الأربعاء، من استعادة السيطرة على قرية المشيرفة ومزارعها جنوب شرقي إدلب بعد ساعات من خسارتها لصالح مليشيات النظام الروسية. وخسرت المليشيات عدداً من عناصرها ومركباتها العسكرية وقتل عدد من مقاتلي المعارضة في الاشتباكات والقصف المتبادل، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لـ"الجيش الوطني" النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ"المدن"، أن المليشيات تمكنت من دخول قرية المشيرفة، صباح الأربعاء، وسيطرت على عدد من المواقع المحيطة بها في جبهات جنوب شرق معرة النعمان شرقي ادلب. وقصفت الطائرات الروسية المشيرفة بقنابل الفوسفور والقنابل العنقودية. وبحسب مصطفى، فقد نفذت فصائل المعارضة هجوماً برياً معاكساً، الأربعاء، ضد المليشيات وأجبرتها على الانسحاب من المشيرفة والتلال والمزارع نحو مواقعها الخلفية في اللويبدة وتل خزنة. وقتل خلال العمليات المعاكسة مجموعتين من عناصر المليشيات، وأسرت المعارضة 7 عناصر على الأقل بعد محاصرتهم، واغتنمت دبابة وأسلحة وذخائر متنوعة، وتم تدمير عدد من المركبات العسكرية.
وكانت مليشيات النظام الروسية قد بدأت عملياتها الهجومية، فجر الأربعاء، وركزت نيرانها الجوية والبرية وبشكل عنيف نحو المنطقة المستهدفة تمهيداً لتقدمها البري. وانطلقت 5 مجموعات مشاة من "الفيلق الخامس" و"القوات الخاصة" و"الفرقة 25" نحو أهدافها. ودخلت ثلاث مجموعات قرية المشيرفة في حين تولت مجموعتان مهام تأمين المزارع والتلال المحيطة في القرية. ونجحت المليشيات في المرحلة الأولى من عمليتها في إجبار المعارضة على الانسحاب لكنها وقعت في ورطة الألغام والتحصينات داخل البلدة، وخسرت أكثر من 20 عنصراً في انفجار الألغام وتمت محاصرة عناصر المجموعات المتبقية داخل البلدة.
المواقع الإعلامية الموالية لمليشيات النظام الروسية حمّلت مسؤولية فشل الهجوم والخسائر وعمليات تثبيت المواقع المتقدمة لفرق الاستطلاع، التي لم تُحسِنَ تقدير حجم دفاعات المعارضة، من العتاد والمقاتلين، وخريطة توزع الألغام.
وتحاول المليشيات إعادة الكرة وشن هجماتها البرية في المحاور ذاتها، لتتقدم من جديد، وكثفت من قصفها المدفعي والصاروخي الذي يستهدف قرى أم جلال وأم الخلاخيل وأرض الزرزور والمشيرفة والمنطقة المحيطة بها.
وكثفت "هيئة تحرير الشام" من قصفها المدفعي والصاروخي، واستهدفت بصواريخ "الفيل" محلية الصنع مواقع تمركز المليشيات في اللويبدة ومحيط خان شيخون والثكنات العسكرية غربي نقطة المراقبة الروسية في الشيخ بركة شرقي ادلب. وأكد مصدر عسكري في "تحرير الشام" لـ"المدن"، أن المليشيات لم تتمكن من سحب جثث القتلى في المشيرفة أثناء انسحابها، ومن بين القتلى قائد مجموعة اقتحام من "الفيلق الخامس" وهو برتبة مقدم. وبحسب المصدر، فقد طال قصف "تحرير الشام" مواقع مليشيات النظام الإيرانية في جبال الساحل المقابلة لجبهات كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي، وقتل في القصف عدد من العناصر وتم تدمير مواقع عسكرية.
المنسق بين الفصائل المعارضة عبدالمنعم زين الدين، قال لـ"المدن": "في الوقت الذي كان الطيران الإسرائيلي ينتهك السيادة الأسدية ليلاً، كانت عصابات النظام مدعومة بالطيران تهاجم السوريين في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وبعد تقدمها إلى قرية المشيرفة تمت استعادة السيطرة عليها من قبل ثوارنا".
القائد العسكري العقيد مصطفى هاشم، أكد لـ"المدن"، أن "العمليات الهجومية للمليشيات ما تزال في الإطار المحدود حتى الآن، وهي تبادل رسائل بين الدول الضامنة للاتفاقات، وقد نشهد تصعيداً أكبر في حال شعرت المليشيات بوجود ثغرة في دفاعات المعارضة تمكنها من فرضت سيطرتها على مواقع جديدة".
وقصفت الطائرات الحربية والمروحية، الأربعاء، أكثر من 30 موقعاً وبلدة وقرية في أرياف ادلب وحلب واللاذقية، وتركزت الغارات بالبراميل المتفجرة والصواريخ في مناطق جنوبي ادلب وريف معرة النعمان الشرقي، كفر سجنة وكرسعة والشيخ مصطفى وغيرها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها