قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شرح لنظيره السوري بشار الأسد، هاتفياً، نتائج محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح بوتين، بعد محادثات مطولة مع أردوغان، في الاتصال الهاتفي مع بشار أن استعادة وحدة الأراضي السورية كان الهدف الأساسي.
وقال الكرملين إن الأسد وجه الشكر لبوتين كما "عبر عن تأييده الكامل لنتائج العمل وأيضا استعداد قوات حرس الحدود السورية للوصول مع الشرطة العسكرية الروسية إلى الحدود السورية التركية".
"الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية" السورية ذكرت أن بشار أكد في الاتصال على "الرفض التام لأي غزو للأراضي السورية تحت أي مسمى أو ذريعة"، وبأن "أصحاب الأهداف الانفصالية يحملون المسؤولية فيما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن"، ومؤكداً على "عودة السكان إلى مناطقهم، لإيقاف أي محاولات سابقة لأي تحول ديموغرافي حاول البعض فرضه"، مشدداً على "استمرار سوريا بمكافحة الإرهاب والاحتلال لأي شبر من الأراضي السورية، وبكل الوسائل المشروعة".
وقال الكرملين، الأربعاء، إنه في حال لم ينسحب الأكراد من المناطق المتفق عليها شمالي سوريا، ستضطر الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري للانسحاب، وسيواجهون ضربات الجيش التركي. وأكد الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي، أن الولايات المتحدة "تخلت عن الأكراد في شمالي سوريا وخانتهم".
في حين ذكر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن المهمة الأساسية للمحادثات بين بوتين وأردوغان، تمثلت بوقف الأعمال القتالية في سوريا.
وقال شويغو، في مؤتمر صحافي، تعقيبا على بنود المذكرة الروسية التركية حول سوريا: "الأهم اليوم هو الخروج من هذه الأزمة ووقف الأعمال القتالية ووقف المخططات الكفيلة بترك الأوضاع تتطور وفقا للسيناريو السلبي".
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك اتصالات مع الأكراد قبل لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان، قال شويغو: "أمامنا عمل كبير، فقد بحثنا خيارات مختلفة، بما في ذلك إدخال قوات حكومية سورية إلى هذه الأراضي (بالقرب من حدود تركيا في شمال سوريا). لكننا قررنا في نهاية المطاف أن تدخل إلى هناك قوات حرس الحدود (السورية) مع وحدات الشرطة العسكرية الروسية".
وأشار الوزير إلى أن مهمة تسيير دوريات روسية تركية مشتركة في المناطق السورية التي ينسحب منها المقاتلون الأكراد ستحتاج إلى قوات ومعدات عسكرية إضافية.
كما تطرق شويغو إلى "موضوع إعادة الإرهابيين الأجانب المحتجزين في سوريا إلى أوطانهم"، مشيرا إلى أن هذه المسألة شديدة التعقيد وغير محددة من قبل القانون الدولي.
واعتبر الوزير أن حل هذه المسألة قد يتطلب إنشاء أجهزة مختصة أو انشغال الأمم المتحدة بهذا الموضوع بشكل مباشر، موضحا أن الأشخاص المحتجزين في سوريا يُنظر إليهم على أنهم إرهابيون، لكن إثبات ضلوعهم في النشاطات الإرهابية سيحتاج إلى أدلة، وليس من الواضح ما هو الطرف الذي سيقدم هذه الأدلة.
وكان بوتين قد قال في المؤتمر الصحافي مع أردوغان: "سيكون على الأتراك والسوريين العمل معا على ضمان الهدوء على الحدود، ولن يكون من الممكن القيام بذلك دون التعاون بين تركيا وسوريا على أساس الاحترام المتبادل".
كما أكد الرئيس الروسي على "ضرورة إطلاق حوار واسع بين الحكومة السورية والأكراد في شمال شرق سوريا، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من الشعب السوري متعدد القوميات".
وأضاف: إن الطرفين ناقشا كذلك القضايا الإنسانية في سوريا، وقال في هذا السياق: "نعتبر أن من الضروري مواصلة مساعدة اللاجئين السوريين في العودة إلى وطنهم، ما سيتيح التخفيف بصورة ملحوظة من العبء الاجتماعي الاقتصادي الذي تتحمله الدول الموافقة على استقبال السوريين وعلى رأسها تركيا، وندعو المنظمات الدولية، خاصة الوكالات المعنية للأمم المتحدة، إلى تقديم مساهمة إنسانية بشكل أنشط لكل السوريين العائدين دون أي تمييز وتسييس وشروط مسبقة".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها