في الجمعة الرابعة على التوالي، خرج أكثر من 100 ألف متظاهر، في أكثر من 50 نقطة تظاهر، في مختلف انحاء إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، تحت عنوان: "لا دستور ولا إعمار حتى إسقاط بشار"، بحسب مراسل "المدن" محمود الشمالي.
وما ميز هذه المظاهرات أنها رفعت من سقف المطالب، بعد أيام من الاتفاق التركي-الروسي في سوتشي. وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين، وأكدوا على رفض المساعي الروسية لترويج أفكار حول إعادة الاعمار وتشكيل اللجنة الدستورية قبل إسقاط نظام الأسد.
ونُظّمت هذه المظاهرات في مختلف ارجاء المناطق المحررة شمال غربي سوريا بحماية كتائب أمنية تابعة للمعارضة، خوفاً من الاختراقات الأمنية والإشكالات التي قد تُعكّر سيرها وتنظيمها.
الإعلامي جابر البكري، قال لـ"المدن": "ركزت المظاهرات السابقة على توجيه أنظار العالم إلى أن من يعيشون في إدلب ليسوا بارهابيين، وكانت تدعو الضامن التركي لتحمل مسؤوليته وحماية المدنيين، ورفعت لافتات تشكر تركيا بالإضافة الى حمل اعلامها". أما في مظاهرات اليوم، بعد اتفاق سوتشي، فقد كان التوجه الى تنسيق أكبر خاصة في موضوع الشعارات والاعلام التي ترفع في المظاهرات.
في مدينة كفرنبل من ريف إدلب الجنوبي، اجتمع ما يزيد عن 7 آلاف متظاهر في ساحة المدينة، وحملوا لافتات طالبت بإخراج أكثر من 100 ألف معتقل في سجون النظام، كما أكدت على مطالب الثورة وأهمها إسقاط النظام.
رامي سويد، أحد منظمي مظاهرة كفرنبل، شارك في الإعداد لمظاهرة الجمعة طيلة الأسبوع الماضي؛ من كتابة اللافتات إلى تلوين الاعلام وتجهيز مكبرات الصوت، كما كان عليه الحال زمن تنسيقيات الثورة الأولى. وقال سويد لـ"المدن": "هذا النشاط هو احياء لروح الثورة والعودة بها الى ايامها الأولى من ناحية التنسيق والتجمع".
ولم تخلُ المظاهرة من بعض المشاكل البسيطة، كمحاولة البعض رفع اعلام فصائل عسكرية، الأمر الذي رفضه منظمو المظاهرة، والمتظاهرون، على حد سواء.
في معرة النعمان تجمع ما يزيد عن 10 آلاف متظاهر على الأوتوستراد الدولي حلب-دمشق، وقال أبو النور المعري، لـ"المدن"، إن مظاهرة المعرة "طالبت بإسقاط النظام وإخراج المعتقلين بعد اتفاق سوتشي الذي ومن الواضح انه باتجاه الحل السلمي بوجود بشار الأسد".
وأفاد مصدر خاص لـ"المدن" أن الجهاز الأمني المكلف بحماية المتظاهرين في معرة النعمان تمكن من القاء القبض على شخص تسلل للمظاهرة وفي يده ورقة مكتوب عليها "رجال النمر"، في إشارة الى زعيم مليشيا "النمر" سهيل الحسن، بغرض تصوير الورقة بين جموع المتظاهرين، ونشرها فيما بعد عبر قنوات النظام، لإظهار اختراق عناصر النظام للمظاهرة.
ومن نقاط التظاهر البارزة كانت مدينة سراقب، ومدينة ادلب، واريحا و جسر الشغور وخان شيخون والدانا، وارياف حلب الغربية في كفرناها وغيرها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها