أعلن عن اندماج تنظيمي "أنصار التوحيد" و"حراس الدين" في إدلب، ، الأحد، تحت مسمى "حلف نصرة الإسلام"، الذي "تشكل من باب التعاون على البر والتقوى لإقامة دين الله، ودفع العدو الصائل"، كما جاء في بيان "حراس الدين" في تلغرام، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
ويضم "حراس الدين"، المعلن عن تشكيله في أذار/مارس؛ "جيش الملاحم" و"جيش الساحل" و"جيش البادية" و"جند الشريعة" وبعض الشخصيات والمجموعات المسلحة السلفية المتشددة المنشقة عن "هيئة تحرير الشام" بعد الحملة الأمنية التي شنتها ضد أنصار تنظيم "القاعدة" في ادلب. ويقود "حراس الدين" أبو همام الشامي، ويعاونه في مجلس الشورى "أبو جليبيب" و"أبو خديجة الأردني" و"سامي العريدي" و"أبو عبد الرحمن المكي"، من الجهاديين في صفوف "جبهة النصرة" سابقاً ، والمعارضين لفك الارتباط بتنظيم "القاعدة".
"أنصار التوحيد"، تشكل منذ فترة وجيزة وبشكل سري في ريف ادلب، وضم من تبقى من عناصر وقادة "لواء جند الأقصى" في مدينة سرمين وريفها. وضم التنظيم إلى صفوفه خلال الشهرين الماضيين عدداً كبيراً من أنصار تنظيم "الدولة" الذين تمكنوا من الوصول إلى إدلب.
مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن" أن خطوة الاندماج هي تحضير لمواجهة محتملة مع المعارضة و"تحرير الشام"، بعدما بدأت أصابع الاتهام تشير إلى تورط "حلف نصرة الإسلام" في حملة الاغتيالات الأخيرة في الشمال السوري. وكانت "تحرير الشام" قد بدأت فعلياً التضييق على أتباع "أنصار التوحيد"، بعد الصلح مع "تحرير سوريا". ويعتقد "أنصار التوحيد" أنهم باتوا مستهدفين ومن الضروري الاندماج مع تنظيم "حراس الدين" الذي يحظى بقبول في أوساط مناصري ومنظري تنظيم "القاعدة".
وقد تستفيد "تحرير الشام" من موجة الاغتيالات والفوضى الأمنية في إدلب لتضمن تأييد عناصرها وحشدهم في حرب مفترضة ضد "حلف نصرة الإسلام". ويمكن لـ"تحرير الشام" أن تستخدم ورقة الاغتيالات لاستعادة ثقة عناصرها بقيادتهم وشرعييهم بعد المعركة الخاسرة مع "تحرير سوريا". من المتوقع أن يتم شحن العناصر من جديد نحو العدو الذي يقوم بالتفجيرات، ولا حل إلا بقتاله بعد تجريمه إعلامياً من قبل المنظرين التقليديين الذين يعتمد عليهم "أبو محمد الجولاني" في مثل هذه المهام عادة.
استمرار الفوضى الأمنية وحملة الاغتيالات في ادلب تسمح لـ"تحرير الشام"، بتقديم نفسها كطرف قوي لا يمكن التخلي عنه، أو استثنائه من المشهد في ادلب. الرسالة هنا موجهة لتركيا التي ضيقت كثيراً على "تحرير الشام" خلال الفترة الماضية وأجبرتها على وقف القتال، ووضعتها أمام خيارات محدودة، إما أن تحل نفسها أو عليها أن تنتظر الحرب عليها.
وبرغم انحسار "تحرير الشام" من مناطق واسعة في ريف ادلب، خلال القتال الأخير، إلا أنها ما تزال تملك نقاط قوة كثيرة، إحداها الفوضى والاغتيالات التي تعول عليها لتحسين موقعها في مواجهة العروض التركية، التي بدت أكثر قسوة بعد وقف القتال وخروج طرفيه منهكين لحساب "فيلق الشام". في ظل الفوضى في ادلب لا يمكن للأرتال التركية أن تقوم بعمليات التبديل الدورية في نقاط المراقبة، وسيكون من الصعب عليها استكمال نشر نقاط المراقبة. لذلك تتوقع "تحرير الشام" أن يطلب منها مجدداً مرافقة الأرتال التركية وتأمين الحماية لها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها