أكد المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، اللواء يحيى رحيم صفوي، على ضرورة عقد اتفاقيات طويلة الأمد في سوريا من أجل تعويض ما أنفقته خلال ما أسماه بـ"الحرب على الإرهاب".
وقال صفوي خلال ندوة بعنوان "الأزمة السورية والتطورات الإقليمية والسياسية"، الأحد، إن طهران حمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد من السقوط. وأوضح "رغب جيران سوريا بسقوط النظام، بما في ذلك الأردن وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية والسعودية، لكن تحالفنا هناك لم يسمح بسقوط النظام".
وأشار صفوي إلى عقد روسيا لاتفاقيات طويلة الأمد في سوريا، قائلاً "على إيران تعويض ما أنفقته في الحرب من النفط والغاز والفوسفات السوري". وأضاف "الروس عقدوا اتفاقات لـ49 عاماً في سوريا، نالوا من خلالها قاعدةً عسكرية وإمتيازات سياسية وإقتصادية، وإيران يمكنها عقد إتفاقات طويلة الأمد مع الحكومة السورية".
وأوضح صفوي أن إعادة الإعمار في سوريا تعتبر عملية طويلة وشاقة وتتطلب ما يقارب أربعمئة مليار دولار. وقال "نحن جادون في الدفاع عن سوريا وسلامة أراضيها، لكن على النظام تسديد فاتورة التكاليف"، مضيفاً "يوجد في سوريا نفط وغاز ومناجم فوسفات، ويمكن لهذه الثروات الطبيعية تسديد الفاتورة"، لافتاً إلى أنّ مناجم الفوسفات في سوريا بدأت بتصدير إنتاجها إلى إيران.
وبخصوص عملية "غصن الزيتون" التي يشنها الجيش التركي ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين في سوريا، قال صفوي إنّ دول المنطقة "لن تغض الطرف عن قيام دولة كردية". وأضاف "إن لم يجدوا منفذاً على البحر المتوسط فلن يستطيعوا تأسيس دولة كردية، وتركيا دخلت عفرين من أجل قطع الطريق أمامهم".
وفي السياق، طالب مستشار خامنئي، علي أكبر ولايتي، جبهة المقاومة بمنع انتشار القوات الأميركية شرق الفرات، محذراً من مخططات واشنطن لتقسيم وبث الخلافات في المنطقة.
وقال ولايتي خلال لقائه النائب الأول للرئيس العراقي نوري المالكي في بغداد "يجب على جبهة المقاومة أن تحول دون الانتشار التدريجي للأميركيين شرق الفرات"، كما طالب بمنع الناتو من إنشاء قاعدة له في غربي آسيا.
وأضاف "بعد انتصار جبهة المقاومة على داعش، يجب أن نتحلى بالمزيد من اليقظة مقارنةً بالماضي في مراقبة أوضاع المنطقة".
من جانبه أيد المالكي ولايتي، مشدداً على ضرورة بذل الجهد لمنع انتشار القوات الأميركية شرق الفرات، وقال "إنشاء قواعد عسكرية أميركية جديدة في سوريا سيشعل موجة جديدة من الإرهاب ويعزز التيارات التكفيرية التي تهدف إلى إضعاف جبهة المقاومة ولاسيما إيران".
وحذر المالكي من مساعي واشنطن "ليكون لها موطئ قدم جديد في العراق"، مؤكداً أن العراق "بفضل المرجعية الدينية والثقافة الإسلامية الغنية، ليس كاليابان وكوريا الجنوبية ولن يسمح بتواجد الأميركيين العسكري فيه".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها