في أول مشروع مصرفي له في سوريا، قام رجل الأعمال السوري سامر الفوز، بشراء حصة بلغت 8.940 مليون سهم من "بنك سوريا الدولي الإسلامي"، بقيمة تقارب 17 مليون دولار أميركي. وتصبح بذلك ملكية الفوز 6.53 في المائة من الأسهم الاجمالية للبنك.
المحلل المالي مروان كيالي، قال لـ"المدن"، إن "بنك سوريا الإسلامي" هو ثاني أكبر مصرف خاص في سوريا بعد "بنك البركة"، وبلغت قيمة موجوداته، "أصوله"، حتى نهاية أيلول/سبتمبر ما يزيد عن 302 مليار ليرة (653 مليون دولار أميركي). ويبلغ رأسمال البنك المدفوع 13.7 مليار ليرة. إلا أن حركة سهم البنك شهدت تراجعاً خلال العام 2018 ليبلغ 943.77 ليرة في 13 كانون الأول/ديسمبر بعدما كانت ذروة ارتفاعه في نهاية العام 2017 عندما سجّل سعر السهم 1414 ليرة.
ومنذ العام 2012، و"مصرف سوريا الدولي الإسلامي" المؤسس في عام 2007، يرزح تحت العقوبات الأميركية كونه عمل سابقاً، وما زال على الأرجح، كواجهة للمصرف التجاري السوري، العدو الرئيس لـ"مكتب مراقبة الأصول الأجنبية/أوفاك" التابع للخزانة الأميركية.
وتعتبر صفقة الفوز من أكبر صفقات "سوق دمشق للأوراق المالية" منذ تأسيسه. وفي حين لم تتبين حتى اللحظة لمن تعود الحصص التي اشتراها سامر، إلا أن لكيانات وأفراد من قطر حصة الأسد من "بنك سوريا الدولي الإسلامي" بعد انسحاب رامي مخلوف منه إثر تعرضه للعقوبات. ويتجاوز عدد مساهمي البنك أكثر من 12500 مساهم محلي.
اختيار سامر الفوز لـ"بنك سوريا الإسلامي"، يبدو غريباً ولكنه ليس عبثياً. فالبنك خاضع للعقوبات الأميركية، وبحسب موقع "سيريا ريبورت" الاقتصادي، فإن الفوز في حالة ترقب لعقوبات وشيكة يتم تداولها في واشنطن، لذا فإن تأثير العقوبات على البنك قد يكون محدوداً.
ويبدو أن هدف الصفقة ليس الاستحواذ على الحصة القطرية التي تتجاوز 45 في المائة من شركات وأفراد، بل تأتي في إطار صفقات مستقبلية قد تكون حاسمة في موضوع السيطرة على البنك وإخراج القطريين منه.
سامر الفوز، رجل الأعمال المثير للجدل، انتقل من حجم أعمال متواضع داخل سوريا ليصبح أكبر لاعب اقتصادي. وتعمل شركته "أمان القابضة"، حالياً، في أهم القطاعات من استيراد القمح الروسي والسكر، وتجميع السيارات، والطيران، والسياحة، والتطوير العقاري. وأخيراً، يبدو أنها دخلت مجال الخدمات المصرفية.
ويعتمد سامر الفوز في أعماله على نهج السيطرة، أو المشاركة في أعمال موجودة في الأصل، مثل ما حصل عندما اشترى حصة الوليد بن طلال في فندق الفورسيزنز، وعندما سيطر على أعمال عماد غريواتي في شركة الكابلات، بالإضافة إلى شراء حصة كبيرة من أعمال عماد حميشو، في تجميع السيارات وتأسيس شراكة معه تحت اسم "إعمار"، وشراء مطعم نادي الشرق من رجل الأعمال موفق القداح.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها