كسرت فصائل الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، حالة الجمود العسكري الذي أصابها منذ أشهر في جبهات القتال ضد قوات النظام، حيث شنت هجوماً خاطفاً على حواجز بلدات برد والمجمير في الريف الجنوبي الغربي لمحافظة السويداء، انطلاقاً من بصرى الشام وصماد في ريف درعا الشرقي.
ومهدّت الفصائل لهجومها بالقصف المدفعي وقذائف الهاون، ما أدى إلى سقوط قتيلة في بلدة برد، وقتيل في قرية المجيمر وإصابة أكثر من 5 مدنيين آخرين.
حالة التوتر أدت إلى انتشار مسلح كثيف في قرى السويداء المجاورة للريف الشرقي من درعا، فيما استهدفت مقاتلات النظام مواقع المعارضة في مدينة بصرى الشام بعشر غارات جوية على الأقل، فضلاً عن قصف مدفعي كثيف، أدى إلى حالة نزوح للسكان نحو القرى المجاورة في الريف الشرقي لدرعا.
الهجوم على قرى الريف الجنوبي الغربي للسويداء، تزامن مع هجوم آخر شنته الفصائل في معركة أطلق عليها تسمية "هي لله". واستهدفت الفصائل المسلحة مراكز تجمع قوات النظام وميليشياته في سرية عيون العلق في القنيطرة، ضمن المنطقة التي اشتهرت إعلامياً باسم "مثلث الموت" وهي نقطة التقاء أرياف درعا والقنيطرة ودمشق، كما هاجمت الفصائل تل بزاق وكروم وبلدة جبّا، في ريف القنيطرة الشمالي.
ويشارك في معركة "هي لله" 12 فصيلاً تابعاً للجبهة الجنوبية، على رأسهم "ألوية الفرقان"، و"جبهة ثوار سوريا"، و"فوج المدفعية"، و"فرقة أحرار نوى".
الهجوم على مناطق النظام في "مثلث الموت" أدى إلى تدمير مدفع من عيار "23 مليمتر" ومقتل سبعة جنود من مقاتلي مليشيا "فوج الجولان" في تل بزاق، بحسب ما أفاد المتحدث باسم "ألوية الفرقان" صهيب الرحيل.
وقال الرحيل لـ"المدن"، إن "الأهداف العسكرية لمعركة هي الله، هي نصرة لدرايا وتحرير باقي محافظة القنيطرة وفك الحصار على بلدات ريف دمشق".
هذه التطورات تأتي على وقع ضغوط كبيرة تعرضت لها فصائل الجيش الحر في درعا، من قبل نشطاء وتشكيلات عسكرية، من أجل فتح جبهات ضد النظام، لتخفيف وطأة الهجمة العسكرية على حلب، وداريا في الغوطة الغربية لدمشق.
في المقابل، يتخوف البعض من أن تكون هذه التحركات العسكرية قد انطلقت من دون تخطيط، أو استراتيجية واضحة تحقق نتائج فعلية، ما قد ينذر بتكرار سيناريو معركة "عاصفة الجنوب" قبل عام، حيث انتهت بخسائر بالغة في صفوف الجيش الحر.
في هذا السياق، يؤكد الرحيل أن "المعركة كان مخططاً لها منذ أيام، وكتائب الاستطلاع استعدت للمعركة وقامت بعمل دراسة للمعركة قبل الضغط الشعبي، موضحاً أن المعركة كان (يخطط لها) قبل هذا الضغط الشعبي".
وأوضح الرحيل أن "المعارك الدائرة الآن هي على خط الدفاع الحديدي، الذي شيدته قوات النظام حول دمشق وريفها من شرق درعا حتى شمال القنيطرة"، معتبراً أن النجاح "في تحرير أي من هذه النقاط الاستراتيجية في هذه المعركة سينتج عنه تحرير بلدة، أو فك الحصار عن بلدة، أو سحب مؤازرات من ريف دمشق، الأمر الذي من شأنه تخفيف الأعباء العسكرية الكبيرة على مدينة داريا".
وبحسب ما يشير الرحيل، فإن الصعوبات التي واجهتها الفصائل خلال التحضير للمعركة، كانت في "اختيار الأهداف العسكرية المؤثرة على النظام"، فضلاً عن ضعف إمكانات المعارضة بنقل "المقاتلين وتسللهم إلى الخطوط الامامية والقريبة من النقاط العسكرية المستهدفة".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها