تصاعد المد العسكري لفصائل المعارضة المسلحة، خلال الأيام الماضية، على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" في البادية السورية، وفي القلمون الشرقي، وصولاً إلى بعض مناطق اللجاة في درعا، مثل حوش حماد. شهدت مواقع انتشار التنظيم انسحابات أمام عمليات المعارضة، والتي اشتركت بها كبرى فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية.
وكان جيش "أحرار العشائر" قد أعلن في بيان له، ليل الخميس، السيطرة على بلدة حوش حماد في منطقة اللجاة القريبة من البادية السورية، وطرد تنظيم الدولة منها بشكل كامل، في حين انسحب عناصر التنظيم نحو الشمال السوري، إلى محيط تدمر والرقة تحديداً، بانتظار المعركة المرتقبة.
المتحدث باسم تجمع "ألوية العمري" حمزة الفرج، قال لـ"المدن"، إن "خسائر تنظيم داعش في البادية والقلمون أثرت سلباً على معنويات مقاتليه وخطوط إمداده" في منطقة اللجاة. وشدد على أن "التنسيق على درجة عالية بين ألوية العمري وكامل فصائل الجبهة الجنوبية التي تشارك في المعارك ضد تنظيم داعش في القلمون الشرقي والبادية السورية".
وتأتي هذه الارتدادات الكبيرة للتنظيم على هذه الجبهة الطويلة في البادية السورية ودرعا والقلمون الشرقي، مع هجمات متزامنة تشنها الفصائل على مواقع التنظيم. وتعتبر هذه المناطق الصحراوية والسلاسل الجبلية في القلمون الشرقي أحد أبرز خطوط الإمداد التي كانت تربط الغوطة الشرقية باللجاة ودرعا.
قائد العمليات في البادية السورية لقوات "الشهيد أحمد العبدو" علاء كحيل، قال لـ"المدن"، إن قوات التنظيم تعرضت إلى التشتيت بعد استنزافه نتيجة العمليات العسكرية التي أطلقتها المعارضة. وأضاف أن التنظيم لم يكن أمامه سوى الانسحاب باتجاه تدمر والرقة لتجنّب الوقوع في طوق كادت المعارضة أن تنفذه حول مناطقه، بعد حصار محاور عديدة لأشهر طويلة.
وبحسب كحيل، فقد كانت العمليات العسكرية بدأت في 16 آذار/مارس "في معركتين متوازيتين: الأولى طرد البغاة في القلمون الشرقي والتي سيطرت خلالها المعارضة على مواقع وسلسلة جبال.. ثم بدأنا معركة أخرى في البادية تحت مسمى "سرجنا الجياد" أستطعنا خلالها تحرير جبهة كاملة بطول 130 كيلومتراً، لنطلق بعدها المرحلة الثانية من معركة طرد البغاة، لتتكلل بالنجاح ونطهر كامل منطقة القلمون الشرقي من رجس التنظيم الإرهابي، حيث بدأت قواتنا بالتوغل في بادية حمص والسيطرة على مواقع وأجزاء قرب المحسة".
وأضاف كحيل، أن العمليات الحالية تزامنت مع المرحلة الثانية من عمليات "سرجنا الجياد"، التي تهدف إلى وصل بادية الشام وبادية حمص ومنطقة القلمون الشرقي بشكل كامل، وفك الحصار عن منطقة القلمون الشرقي، وهذا "ما نقترب من إنجازه بنسبة كبير حيث تدور المعارك بشكل أكبر في مثلث المنطقة، أي بادية حمص بادية الشام القلمون الشرقي، لوصلها ببعضها".
واعتمدت قوات المعارضة استراتيجية قتال لفترة طويلة خلال عملياتها العسكرية في القملون والبادية، الأمر الذي ساعدها على استنزاف موارد التنظيم عسكرياً وبشرياً. وشنت قوات المعارضة ما يزيد عن 20 هجمة عسكرية، وتصدت لأكثر من 35 في الأشهر السبعة الماضية، وفق كحيل، الذي أكد أن الفصائل اعتمدت على إيقاع الخسائر البشرية في صفوف التنظيم أكثر من محاولة السيطرة على الأراضي التي ينتشر بها. وأكد وقوع "ما يزيد عن 650 قتيلاً لتنظيم داعش الإرهابي، فيما سقط نحو 500 جريح، أي أن التنظيم فقد نحو 30 في المئة من قواته، مما أدى ضعفه".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها