بدأ النظام السوري، منذ أيام، بحشد قواته المسلحة والمليشيات الموالية له، في مطار حماة العسكري واللواء 47 ومطاحن معردس، في محافظة حماة، تمهيداً لشن معركة في ريفها الشمالي، بغرض إقتحام بلدتي كفرزيتا واللطامنة ومحيط بلدة مورك. وكانت مدينة حماة قد تحولت خلال السنوات الأربع الماضية، إلى أهم نقاط التمركز لقوات النظام التي تتخذ من مطار حماة العسكري منطلقاً لعملياتها الجوية والبرية نحو الشمال السوري.
ونقلت "كتلة أحرار حماة" و"مركز حماة الإعلامي" أخباراً تفيد بأن النظام استقدم عشرات المقاتلين من مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" ومليشيا "حزب الله" اللبناني وقوات "اللجان الشعبية" والمرتزقة الأفغان، إلى مطار حماة العسكري واللواء 47 على امتداد الطريق الدولي الواصل بين حمص–حماة. كما قام النظام بتطويع مدنيين وتدريبهم في اللواء 47، تحت إشراف قيادات عسكرية إيرانية، وخصصت لهم أجور عالية، مقارنة مع نظرائهم في قوات النظام المسلحة. ويتمتع هؤلاء بصلاحيات كبيرة، وحصانة تحميهم حتى من قوات النظام وأجهزته الأمنية، بموجب بطاقات تعريفية خاصة بهم.
وقال الناشط أبو فاروق الحموي، أن اجتماعات عقدت بين قادة عسكريين إيرانيين وضباط سوريين في مطار حماة العسكري، من أجل التخطيط للمعركة. في حين أفاد الناشط عبد الباسط الحموي، من بلدة معردس، بأن تجمعات لقوات النظام والآليات العسكرية، في مطاحن معردس، بدأت تتحضر للدخول في المعركة المرتقبة.
كما أفاد "مركز حماة الإعلامي" عن حشود عسكرية لقوات النظام في منطقة أبو دالي بريف حماة، بدعم من ميليشا عضو مجلس الشعب السوري، أحمد درويش. وأضاف المركز أن هذه الحشود بقيت فترة في منطقة أبو دالي، ثم توجهت إلى منطقة الحمرا في ريف حماة الشرقي. كما أورد المركز "نية النظام بقيادة سهيل الحسن، الهجوم من ثلاثة محاور". وأعاد النظام نشر قواته، حيث سحب مجموعات منها من مناطق الطليسية ومعان، إلى جهة مجهولة.
وفي السياق، أشارت معلومات مسربة، إلى أن قائد الفرقة الرابعة وشقيق رئيس النظام السوري العميد ماهر الأسد، زار مدينة حماة في 28 شباط/فبراير. وتفقد الأسد قرية قمحانة، برفقة ضباط إيرانيين، بالإضافة إلى وزير الدفاع فهد الفريج، والعقيد سهيل الحسن الملقب بـ"النمر"، ورئيس المخابرات الجوية جميل الحسن. وتوجه الأسد بعد ذلك إلى مدينة طيبة الإمام.
وتهدف الحملة المفترضة، للوصول إلى معسكر الخزانات جنوبي خان شيخون بريف إدلب، والتمركز فيه، وقصف الريف الإدلبي انطلاقاً منه، بالتزامن مع اقتحام قرى بريف حماة الشمالي، والتقدم باتجاه معسكر الحامدية ووادي الضيف بريف إدلب.
وكانت قوات المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي، قد أعلنت قبل أيام، عن معركة جديدة باسم "لبيك يا رسول الله"، بغرض صدّ قوات النظام المتقدمة. وبدأت المعركة بإستهداف حواجز زلين والمصاصنة، في ريف بلدة محردة، كما استهدفت حواجز النظام في أطراف بلدة مورك. وقال القائد العسكري في "لواء المجد" أبو محمد الحسني، لـ"المدن" بإنه تم استهداف القرى الموالية للنظام، التي تعد مراكز لقصف مناطق المعارضة، بصواريخ الغراد وقذائف الهاون. لكن المعركة ما لبثت أن توقفت بعد يومين من إعلانها، بسبب ما أسماه الحسني بـ"خطأ تكتيكي" ارتكبته مراصد المعارضة، حيث "قامت بنشر خبر مغلوط، يفيد بانسحاب قوات النظام من أحد الحواجز العسكرية بعد استهدافها من قبل الكتائب المقاتلة، ما دفع عناصر الكتائب للتقدم نحو الحاجز، ليتعرضوا لعمليات قنص واستهداف من قبل جنود النظام، ما تسبب بوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى".
وصرح قائد غرفة عمليات المعركة الرائد جميل الصالح، بأنه تم إيقاف العمل العسكري لعدد من الأيام لرفع مستوى التخطيط. وأصدرت الفصائل المشاركة في العملية، الأحد، بياناً حول تنظيم العمل الإعلامي في هذا الشأن، وبالتالي "منع أي تعميم أو نشر للأخبار أو المعارك الدائرة ضمن ريف حماة الشمالي دون الرجوع إلى قيادة الكتائب، وإلا تعرض صاحب المنشور للمحاسبة بتهمة إفشاء الأسرار العسكرية".
وشاركت في المعركة سبعة فصائل هي "تجمع العزة" و"تجمع صقور الغاب" و"جبهة النصرة" و"فيلق الشام" و"أحرار الشام الإسلامية" و"جند دمشق" و"جيش الإسلام" و"لواء سيف الله" و"لواء أسود الرحمن"، وذلك بحسب البيان الصادر عن غرفة العمليات.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها