توجهت الأنظار غداة الغارة الإسرائيلية على جرمانا في ريف دمشق، ليل السبت، إلى مقتل القيادي في مليشيا "حزب الله" سمير القنطار، إلا أن السؤال الأهم، الذي ظلّ معلقاً: من كان حاضراً مع القنطار؟
مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن المبنى الذي تم استهدافه في حي الحمصي في جرمانا، هو أحد المقرات السريّة لسمير القنطار، ولم يكن أحد من سكان الحي يعلم بأن القنطار يتردد عليه. فالقنطار اعتاد القدوم متخفياً بدون مرافقة أو حراسة، وكذلك الأمر بالنسبة للقادة الإيرانيين والقادة من ميليشيا "حزب الله" الذين يقصدون المبنى.
وأفاد المصدر بأن العملية تمت بخمسة صواريخ متتالية، وانهار البناء بعد الصاروخ الثالث. واللافت بأن صوت الانفجارات، التي أحدثتها الصواريخ، كانت أشبه بأصوات قذائف الهاون. وتداولت صفحات محلية معنية برصد القذائف، مؤيدة للنظام، في مواقع التواصل الإجتماعي، أن قذائف هاون سقطت في المنطقة.
وحتى الآن، لا يمكن للمصدر التأكيد على أن هذه الصواريخ جاءت نتيجة غارة للطيران الاسرائيلي، أم عبر صواريخ موجهة، وذلك على الرغم من تزامن العملية مع استهداف "الفوج 90" في القنيطرة.
وصرّح المصدر لـ"المدن"، بأن العملية أسفرت عن مقتل عدد من القادة من مليشيا "الحرس الثوري الإيراني"، ممن يُسمون بـ"الحجاج"، بالإضافة إلى قادة من مليشيا "حزب الله".
أهم القادة الذين تمّ تأكيد مقتلهم: قائد "الحرس الثوري" في المنطقة الجنوبية الحاج أبو ساجد، والذي يعد أكبر مسؤول إيراني في الجنوب السوري.
والشخصية الثانية هي القيادي في "الحرس الثوري" الملقب بـ"الحاج الألماني"، وهو المسؤول عن مدرسة عقربا، في ريف دمشق، والواقعة تحت سيطرة النظام، والتي تم تحويلها إلى مركز تدريب لعناصر "الحرس الثوري" و"حزب الله".
وكان "الألماني" قد خرج من عقربا سراً، وغيّر موقعه، بسبب مخاوف لديه، بعد طلب خبراء روس زيارة مقره. حينها اعتذر "الألماني" عن استقبال الخبراء، بعد تصاعد التوجسات لدى قادة "الحرس الثوري" المتعلقة بالقصف الروسي لغرفة العمليات الإيرانية، في ريف حلب الجنوبي، منذ شهرين، بـ"الخطأ".
والشخصية الثالثة، هي الحاج الملقب بـ"الإسباني"، وهو قيادي مهم في "الحرس الثوري"، لم يتمكن مصدر "المدن" من تحديد وظيفته ودوره في سوريا.
وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من الجثث، التي استمر التنقيب عنها حتى ساعات الصباح.
وعن كيفية رصد مقر الاجتماع في جرمانا، وتوقيته، يضيف مصدر "المدن" بأن هناك حالة من التأكد لدى الإيرانيين، بأن من يرصد تحركاتهم ويعطي إحداثياتهم للاسرائيليين، هم الروس، خاصة في ظلّ التنسيق الوثيق بين الطرفين. ويضيف المصدر بأن الشكوك حول اختراقات أمنية من قبل قوات النظام، بخصوص هذه الضربة، هي منخفضة، نتيجة التأكد من جميع الحاضرين، وعدم تسرب خبر الإجتماع إلى قوات النظام وأجهزته الأمنية، بسبب الثقة المعدومة بين الطرفين.
الضربة الإسرائيلية، ستكون بهذا المعنى، موجهة ضد إيران مباشرة، لا القنطار ولا "حزب الله". كما أن التحالف الروسي-الإيراني، الذي تعرض لهزات ثقة سابقة في ريف حلب الجنوبي، يكون قد دخل مرحلة حرجة للغاية، بعد الضربة الإسرائيلية لمقر الاجتماع في حي الحمصي في جرمانا.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها