واشنطن تدعو رعاياها للرحيل.. الخوف من الحرب الشاملة

المدن - لبنان
الأحد   2024/09/22
القيادة السياسية الإسرائيلية تقرّر استمرار الهجمات الكبيرة ضد حزب الله (علي علوش)
جلسة جديدة للحكومة الإسرائيلية المصغرّة يدعو إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو يوم الأحد، لمناقشة تطورات الأوضاع على الجبهة مع لبنان. ما أصبح ثابتاً هو أنه بعد كل اجتماع تشهد الساحة اللبنانية تصعيداً جديداً من قبل الإسرائيليين إما بعمليات أمنية أو بعمليات عسكرية وعمليات اغتيال. واللافت أن الجلسة دعي إليها الوزيران المتطرفان ايتمار بن غفير وبلتسئيل سموتريتش واللذين كان لهما عشرات الدعوات إلى شنّ حرب واسعة ضد حزب الله. يأتي ذلك بعد اجتماع تقييم عسكري عقده ليل السبت وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت.

دعوات المغادرة
بالتزامن مع الاجتماع والأجواء التصعيدية التي تسرّبت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، صدرت دعوات من قبل الدول لرعاياها لمغادرة لبنان، وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية من مواطنيها مغادرة لبنان فوراً ما دامت هناك رحلات تجارية، لأنه إذا تطورت الأمور نحو الأسوأ فلن تكون هناك رحلات جوية تجارية. كذلك جددت وزارة الخارجية الأردنية مساء السبت، الدعوة لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان والمغادرة في أقرب وقت ممكن، في ضوء الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وذكرت "هيئة البث" الإسرائيلية عن مصادر، أن "القيادة السياسية تقرر استمرار الهجمات الكبيرة ضد حزب الله". وأضافت الهيئة، عن مصدر مسؤول، "نأخذ بعين الاعتبار أن التصعيد قد يقود إلى حرب حقيقية". وتابعت، عن مصدر عسكري، "اتخذنا قراراً بزيادة وتيرة ملاحقة حزب الله".أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم السبت في بيان، أنّ "قائد القيادة الشمالية أوري غوردين أجرى اليوم جلسة لتقييم الوضع وجولة على الحدود اللبنانية برفقة قادة الألوية وقادة آخرين".

الحرب الشاملة
وأعلنت بلدية عكا أنه في نهاية تقييم الوضع تقرر أن يوم غد الأحد، لن تكون هناك دروس في عكا في جميع المؤسسات التعليمية بسبب الوضع الأمني في الشمال، كما أعلنت بلديات أخرى كنهاريا وطبريا تعطيل الدروس بسبب تطورات الأوضاع. بينما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إغلاق شواطئ حيفا وعكا ونهاريا بسبب التصعيد مع لبنان. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الجيش: "مستعدون للمخاطرة بالدخول في حرب شاملة من أجل تغيير الوضع في الشمال.
ويتوقع مسؤولون أميركيون زيادة حدة القتال بين حزب الله وإسرائيل بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، مما قد يتسبب في اندلاع "حرب شاملة بين الجانبين"، طالما سعت الولايات المتحدة لتجنبها وقال المسؤولون لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، إن إسرائيل وحزب الله "يرغبان في تجنب الحرب الشاملة"، لكن التوترات بلغت أعلى مستويات على الإطلاق، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتتالية على الجماعة المدعومة من إيران والمصنفة على لوائح الإرهاب الأميركية. وأشار مسؤولان أميركيان بارزان، وفق بوليتيكو، إلى أن "آخر التحليلات داخل الإدارة الأميركية تقول إنه سيكون من الصعب على الطرفين تهدئة التوترات".

القدرات الاستخبارية
أوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ما يبدو هو أن الأيام المقبلة سُتحدّد إلى حد كبير إلى أين ستصل المواجهة مع "حزب الله" وإلى أي مدى ستتوسع، وقالت: "تشير التقديرات إلى أنّ حزب الله سيزيد من نطاق هجماته لكن هذا لا يعني أن الأمر سينتهي عند هذا الحد". ورأت الصحيفة أن إسرائيل قامت ببناء قدرة استخباراتية ضد "حزب الله" منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، مشيرة إلى أن "إسرائيل تجني الثمار في هذه الأيام"، وتابعت: "إن اجتماع قادة قوة الرضوان الذي عُقد أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت قد يكونُ بمثابة إقرار لخطط الحرب. الحقيقة أن الهجوم الذي تمّ فيه القضاء على القيادة العليا للقوة المذكورة وعلى رأسها إبراهيم عقيل، أحبط أيضاً الموافقة على خُطط هؤلاء القادة".