لهيب المنطقة يستعر على إيقاع نتنياهو: حرب إسرائيلية-إيرانية آتية؟
بالمعنى الرسمي يمكن الحديث عن فشل المفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان. كل الأمور أصبحت معلّقة على ما بعد الانتخابات الأميركية ونتائجها. في الموازاة، لا بد من ترقّب الردّ الإيراني على الضربة الإسرائيلية. وهو، على ما يبدو، بات محسوماً في انتظار التوقيت واختيار الأهداف.
الضربة الإيرانية المتوقعة خلقت جدالاً واسعاً في تل أبيب. إذ خرج مسؤولون سياسيون للمطالبة بتنفيذ ضربة استباقية ضد طهران، عوض أن تبقى إسرائيل في حالة استنزاف إلى أن يحين موعدها. على الرغم من البعد الجغرافي بين إيران وإسرائيل إلا أن الضربات المتبادلة، والمواقف المتضاربة بين الجانبين، تشبه إلى حدّ بعيد المسار الذي سلكته التطورات العسكرية مع لبنان.
تشابه المسارات
تشابه المسارات
عندما أعلن حزب الله الدخول في جبهة إسناد غزّة، بقي ضمن هذا الإطار فقط، علماً أن الإسرائيليين هم الذين اعتمدوا مبدأ إسقاط كل قواعد الاشتباك وتوسيع مدى الضربات. وكان ذلك في إطار التحضير لحرب أكبر وأوسع ضد الحزب. مع كل ضربة قوية ضد أحد أهداف حزب الله كان الحزب يخرج ليقول إنه لا يريد الحرب ولكنه مستعد لها. الكلمات والمواقف نفسها أصبحت تتكرر على ألسنة المسؤولين الإيرانيين، الذين يؤكدون أن طهران لا تريد الحرب في المنطقة ولكنها مستعدة لها. إسرائيل تعلن صراحة أن حربها مع إيران. بنيامين نتنياهو يقول إنه لن يحدد زمناً لانتهاء الحرب، وأن معركته الأساسية هي مع إيران، بينما يعمل على ضرب حلفائها أو "أذرعها"، حسب تعبيره.
لا تزال القراءات حول الإصرار الإسرائيلي على ضرب حزب الله، تخلص إلى أنها في سياق التمهيد لحرب أوسع مع إيران، لا سيما أن نتنياهو قال بوضوح إن إسرائيل أصبحت قادرة على العمل بشكل مريح في الأجواء الإيرانية. وتؤكد المعلومات الواردة من طهران أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة كانت قاسية جداً، وحققت نتائج، وأنه بعد إطلاع مرشد الجمهورية الإسلامية علي الخامنئي عليها، أكد بشكل فوري على وجوب الإعداد لتنفيذ ردّ قوي على إسرائيل.
على إيقاع نتنياهو
كانت إيران قد أعطت مهلة حتى الانتخابات الأميركية للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، وبحال تحقق يمكن الاستعاضة بهذا المكسب عن تنفيذ الردّ، إلا أن كل الجهود الديبلوماسية تصطدم برفض إسرائيلي، ما يوحي أن نتنياهو مصمم على الصدام. لم تكن إيران تريد توجيه ضربة لإسرائيل قبل الانتخابات الأميركية، لأن ذلك قد يساعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب انتخابياً، ويحقق ما يراهن عليه نتنياهو لاستدراج الأميركيين إلى هذه الحرب أو المواجهة.
على إيقاع نتنياهو
كانت إيران قد أعطت مهلة حتى الانتخابات الأميركية للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، وبحال تحقق يمكن الاستعاضة بهذا المكسب عن تنفيذ الردّ، إلا أن كل الجهود الديبلوماسية تصطدم برفض إسرائيلي، ما يوحي أن نتنياهو مصمم على الصدام. لم تكن إيران تريد توجيه ضربة لإسرائيل قبل الانتخابات الأميركية، لأن ذلك قد يساعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب انتخابياً، ويحقق ما يراهن عليه نتنياهو لاستدراج الأميركيين إلى هذه الحرب أو المواجهة.
عملياً، تعيش المنطقة في هذه المرحلة على إيقاع بنيامين نتنياهو. بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية وما ستحمله. ففي حال وصل ترامب إلى الرئاسة، سيكون نتنياهو قد منح فترة أكثر من شهرين لمواصلة عملياته العسكرية وتحقيق أهدافه قبل دخوله إلى البيت الأبيض. أما بحال فازت كامالا هاريس فيمكنها أن تمارس ضغوطاً أكثر على نتنياهو، كما بإمكانها أن تستمر بسياسة بايدن نفسها. وذلك يعني أن إيقاع الحرب سيبقى مفروضاً من قبل تل أبيب.
احتمالات ثلاثة
احتمالات ثلاثة
توحي الأجواء في إيران بأن احتمالات التصعيد مرتفعة جداً، وهو ما ينعكس في استعداد الإيرانيين لتنفيذ ضربتهم، وفي تصريحات نتنياهو. كما ينعكس ويتجلى على الساحة اللبنانية بشكل واضح من خلال فشل كل المسارات التفاوضية والرهان على التصعيد العسكري.
تبدو الرهانات وكأنها أصبحت محصورة بثلاثة احتمالات، الأول أن يتمكن حزب الله وإيران من توجيه ضربات قاسية للإسرائيليين فيدفعونهم إلى التراجع عن مواصلة الحرب والتفاوض بجدية. الإحتمال الثاني، أن ينجح الإيرانيون في الوصول إلى تفاهم مع الأميركيين فيحصل ضغط أميركي استثنائي لوقف الحرب. أما الثالث فهو أن لا يستجيب نتنياهو لكل هذه الضغوط وأن يتحمل أي خسائر يمكن أن تصيب جنوده، ويبقى مصراً على مواصلة الحرب في لبنان ومواصلة الضربات المتبادلة مع إيران.
في إيران أيضاً، تبدو الرؤية سلبية جداً، خصوصاً أن كل محاولات التقارب مع الغرب لم تحقق أي تقدّم، ولم تنجح طهران في نسج تفاهمات مع إدارة بايدن الديمقراطية. هناك من يشير إلى أن من كان يؤيد مشروع التصالح مع الغرب ويعمل كعرّاب لنسج تفاهمات والخروج من المسار العسكري والصدامي الذي يفرضه المحافظون قد تراجع دوره، لصالح تقدّم أصحاب الخيارات المتشددة.
تبدو الرهانات وكأنها أصبحت محصورة بثلاثة احتمالات، الأول أن يتمكن حزب الله وإيران من توجيه ضربات قاسية للإسرائيليين فيدفعونهم إلى التراجع عن مواصلة الحرب والتفاوض بجدية. الإحتمال الثاني، أن ينجح الإيرانيون في الوصول إلى تفاهم مع الأميركيين فيحصل ضغط أميركي استثنائي لوقف الحرب. أما الثالث فهو أن لا يستجيب نتنياهو لكل هذه الضغوط وأن يتحمل أي خسائر يمكن أن تصيب جنوده، ويبقى مصراً على مواصلة الحرب في لبنان ومواصلة الضربات المتبادلة مع إيران.
في إيران أيضاً، تبدو الرؤية سلبية جداً، خصوصاً أن كل محاولات التقارب مع الغرب لم تحقق أي تقدّم، ولم تنجح طهران في نسج تفاهمات مع إدارة بايدن الديمقراطية. هناك من يشير إلى أن من كان يؤيد مشروع التصالح مع الغرب ويعمل كعرّاب لنسج تفاهمات والخروج من المسار العسكري والصدامي الذي يفرضه المحافظون قد تراجع دوره، لصالح تقدّم أصحاب الخيارات المتشددة.