إسرائيل تطال مخيم البداوي: اغتيال قيادي في حماس
للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، شنت إسرائيل غارة على مخيم البداوي في طرابلس شمال لبنان، مستهدفة منزل أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأسفرت هذه العملية، التي عكست مجددًا خطورة الاستخبارات الإسرائيلية، عن مقتل القيادي في حماس، سعيد عطاالله علي، وزوجته وابنتيه.
وفيما نعت حركة حماس عطاالله، أظهرت الفيديوهات والصور عقب وقوع الغارة فجر السبت، وكذلك موقع العملية، مستوى الدقة في الاستهداف. حيث اقتصرت الغارة على منزله الذي تحول إلى رماد، وهو يقع داخل مبنى سكني جديد في الطابق الخامس، بالقرب من مسجد خليل الرحمن في مخيم البداوي.
وفيما نعت حركة حماس عطاالله، أظهرت الفيديوهات والصور عقب وقوع الغارة فجر السبت، وكذلك موقع العملية، مستوى الدقة في الاستهداف. حيث اقتصرت الغارة على منزله الذي تحول إلى رماد، وهو يقع داخل مبنى سكني جديد في الطابق الخامس، بالقرب من مسجد خليل الرحمن في مخيم البداوي.
حالة ذعر
في الأيام الأخيرة، لم تغادر الطائرات المسيّرة الإسرائيلية سماء طرابلس وشمال لبنان، وأحيانًا تجوب السماء على علو منخفض. وبينما كان معظم سكان المخيم نائمين في منازلهم، دوى صوت الانفجار فجرًا، مما تسبب بحالة ذعر كبيرة، واندلعت النيران من الشقة التي كان يسكنها عطاالله مع أسرته الصغيرة. ولم تتمكن فرق الإسعاف من إنقاذه، بينما كان الدفاع المدني يعمل على إخماد الحريق خوفًا من تمدده إلى الشقة المجاورة وباقي المباني المكتظة بالسكان في هذا الحي.
وتشير معطيات "المدن" إلى أن سعيد عطاالله علي، في الثلاثينيات من عمره، وينحدر من مخيم نهر البارد حيث كان يقيم منذ سنوات. وحتى الآن، لا تزال المعطيات محدودة حول طبيعة دوره في "حماس" الذي وضعه على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية. لكن اللافت أن بيان نعيه صدر ممهورًا باسمي "حماس" و"كتائب عز الدين القسام" (الجناح العسكري لحماس)، ومرفقًا بصورة لسعيد عطا الله علي وهو يرتدي زيًا عسكريًا.
ونعى البيان عطاالله مع زوجته شيماء عزام وابنتيه زينب وفاطمة، ووصفه البيان بالشهيد القسامي، جاء فيه أيضًا: "إن كتائب القسام، وفي مواجهة مجازر الاحتلال المستمرة، تعاهد أبناء شعبنا على الثأر للدماء الطاهرة التي سالت ولا زالت تسيل، وتؤكد أن سلسلة ردودها المقبلة ستكون بالأفعال قبل الأقوال..".
دور غير معلن
وفي مخيم البداوي، صرح مسؤول حركة حماس، مهدي عساف، قائلاً: "إن العدوان الإسرائيلي استهدف أحد قادتنا، ونحن سننتقم؛ فمخيم البداوي يشيع اليوم واحدًا من أهم شباب القسام وشهدائه، وسنواصل المسيرة مهما استمرت عمليات الاغتيال".
دور غير معلن
وفي مخيم البداوي، صرح مسؤول حركة حماس، مهدي عساف، قائلاً: "إن العدوان الإسرائيلي استهدف أحد قادتنا، ونحن سننتقم؛ فمخيم البداوي يشيع اليوم واحدًا من أهم شباب القسام وشهدائه، وسنواصل المسيرة مهما استمرت عمليات الاغتيال".
بالتوازي، يشير مسؤول القيادة المركزية الفلسطينية في مخيم البداوي، يوسف حمدان، لـ "المدن"، إلى أن دور عطاالله وطبيعة مهامه مع حماس لم تكن معلنة في المخيم الذي يقيم فيه منذ فترة طويلة. ويتحدث حمدان عن الخوف الذي خلفته الغارة الإسرائيلية في المخيم، فيقول: "يتصاعد الخوف على المخيمات الفلسطينية في لبنان بسبب العدوان عليها، ومن الواضح أن إسرائيل وضعتها على قائمة أهدافها. وبعد العدوان على مخيمي البص وعين الحلوة، جاء دور مخيم البداوي، ونحن نخشى من القادم في ظل عدم قدرة سكان المخيمات على الاحتماء من الغارات الإسرائيلية".
ويعد مخيم البداوي أحد أبرز المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان، أنشأته وكالة الأونروا في العام 1955، وشهد تاريخيًا على أحداث أمنية متعددة، لا سيما أن موقعه الجغرافي يعد حساسًا بين طرابلس وجبل البداوي وتلال جبل تربل وتلة المنكوبين. ويقع مخيم البداوي المكتظ بعشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، على مسافة قريبة من مخيم نهر البارد الذي شهد أحداثًا أمنية عنيفة في منتصف عام 2007، مما أدى إلى نزوح حوالي 27 ألف لاجئ فلسطيني توجه معظمهم إلى مخيم البداوي. وجاء اغتيال علي بعد أيام من اغتيال إسرائيل لقائد حركة حماس في لبنان، فتح شريف، في مخيم البص الجنوبي.
ومنذ عام من اندلاع الحرب، تواصل إسرائيل استهداف مسؤولي حركة حماس وجناحها العسكري وغيرها من فصائل المقاومة، وكان من أبرزها اغتيال نائب رئيس حركة حماس، صالح العاروري، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 كانون الثاني الفائت.