أديب عبد المسيح: نائب "سيادي" بمشروع خدماتي

جنى الدهيبي
الخميس   2022/06/02
"لا بد أن نعمل على مستوى مايكرو بما يخدم مناطقتنا" (المدن)

من الكورة شمالي لبنان، دخل أديب عبد المسيح البرلمان اللبناني للمرة الاولى نائبًا عن المقعد الأورثوذكسي، بعد نيله 1815 صوتًا تفضيليًا فقط، على لائحة "شمال المواجهة" التي حصدت 22613 صوتاً، في دائرة الشمال الثالثة، التي شهدت أشد معركة بين القوى المسيحية التقليدية والحديثة.    

الأصوات التفضيلية التي نالها عبد المسيح، لا توازي حجم أصوات منافسيه، على اللائحة نفسها، وفي طليعتها المرشح الخاسر مجد بطرس حرب الذي نال 7076 صوتا تفضيلياً، وهو الثاني على مستوى الأصوات بعد النائب ميشال معوض الذي نال 9261 صوتاً. لكنها لعبة الحاصل والقانون الانتخابي في لبنان، الذي يكاد يعجز كثيرون عن فهم تركيبته الهجينة، حسابيًا وطائفيًا ومناطقيًا.  

معنى "السيادة"
ولدى سؤاله عن هويته السياسية، يعرف عبد المسيح عنها تلقائيًا: نائب سيادي مستقل. ثم يقع في شباك أزمة السياديين الذين يدركون أن مفهوم السيادة وفق مقاربتهم، شعارات بالفضاء العام يغلب عليها طابع الشعبوية والطوباوية المتخيلة لديهم، وأشبه بفعل غير قابلٍ للتحقق، قياسًا لواقع التوازنات في لبنان، سياسيًا واستراتيجيًا وحتى بالسلطتين التشريعية والتنفيذية.  

يعترف عبد المسيح صراحة بالقول لـ"المدن": "اليوم المعركة الوطنية هي معركة طويلة وقد تستغرق وقتًا، وليس سهلًا البت بمواضيع سيادية كبيرة مرتبطة بسلاح حزب الله ونفوذه وهيمنته مع حلفاء، ولا حتى بالشؤون الاقتصادية كالكابيتال كنترول والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي"!  

ثم يختزل دوره الشخصي كنائب "سيادي" بالإطار القروي المناطقي في الكورة، من دون أن يوضح آليات وسبل ذلك ومكان إعرابه من عمله التشريعي، إذ لا يحمل كمعظم النواب المنتخبين برنامجًا بعناوين واضحة قابلة للتحقق سياسيًا واقتصاديًا ونقديًا. ويضيف: "لا بد أن نعمل على مستوى مايكرو بما يخدم مناطقنا، عبر خطة انمائية وعبر جهات مانحة ومستثمرين نسعى لجذبهم، ونقوم بمشاريع تنموية توظف الناس في الكورة وتلبي حاجاتهم، وتعجل دورة الاقتصاد".  

من هو عبد المسيح؟  
يعمل النائب أديب عبد المسيح مهندسًا متخصصًا بالمجال البحري والنفط والغاز، منذ تخرجه من الجامعة اللبنانية، وسافر إلى الإمارات في العام 1999، حيث أسس هناك شركة تعنى بمجال التشغيل البحري والنقل والإدارة البحرية، من دون أن ينقطع عن الكورة التي كان يزورها على مدار العام.  

وحسب روايته لمسيرته، بدأ منذ العام 2012 العمل الخدماتي والإنمائي في الكورة، وتحديدًا من بلدته كفرحزير، ونشط بمجال المساعدات الاستشفائية والتعليمية والزراعية والصناعية.  

وسريعًا، يذكر أنه نجل عائلة سيادية شمالية، وأن والده هو الصحافي جورج عبد المسيح الذي اغتيل إبان الحرب الأهلية في العام 1978. و"هو قتل على يد كل من قتلوا سمير قصير وجبران تويني ورفيق الحريري"، وفق النائب الجديد.  

ويضع عبد المسيح فوزه في سياق توقِ الناس إلى التغيير، والخط السيادي، و"لأن لائحة شمال المواجهة شكلت شراكة فريدة بين المستقلين وممثلي الثورة والأحزاب النظيفة كالكتائب"، حسب تعبيره.    

تجربة الجلسة الأولى الفاشلة
يرفض عبد المسيح إدراجه من حصة إحدى الكتل النافذة في البرلمان. فـ"أنا من النواب المستقلين". ومع ذلك،  يقول إنه يسعى مع نواب آخرين لتشكيل تكتل سيادي مستقل في البرلمان، وسيضم غالبًا ما يصفها بالمعارضة السياسية الوطنية، "أي الكتائب وميشال معوض ونعمة افرام وبعض النواب السنة مثل عبد العزيز الصمد ومستقلين آخرين".  

لكن، ما موقفكم من القوات؟ يجيب: "تكتلنا يضم أفرادًا مستقلين، لا يريدون أن ينضووا مع حزب كبير كالقوات لديه وجوده الوازن وحيثيته". ثم يوضح أن التنسيق قائم معه، "لكن نفضل أن يكون تكتلنا منفصلًا، نظرًا لخصوصيته".  

يعترف عبد المسيح أن الجلسة الأولى للبرلمان التي أفضت الى انتخاب نبيه برّي رئيسًا والياس بوصعب نائبًا له، بالفاشلة في الاختبار الأول للجبهة المناوئة لحزب الله. ويقول أنه صوّت لضحايا انفجار مرفأ بيروت ضد برّي، ولغسان سكاف ضد بوصعب. ويصف ما حدث بالصفقة بين قوى الثامن من آذار للإمساك بزمام البرلمان، عبر توفير الفوز بالنصف زائد واحد.  

وعن النواب التغييريين الثلاثة عشر، يشير عبد المسيح أن التنسيق كبير معهم، حتى من الجلسة الأولى للبرلمان، وأن "شمال المواجهة" كانت أشبه بصلة الوصل بينهم وبين حزبي القوات والتقدمي الاشتراكي، وفقه تصريحه.  

لذا، "نعمل على انشاء جبهة معارضة موحدة، وتذليل العقبات والخلافات، حتى نعزز التنسيق رغم خلافاتنا، وهو الطريق الوحيد لبلوغ مرحلة الأصوات الموحدة، رغم مخاوفنا من خرق بعض المستقلين لصالح حزب الله وحلفائه".