حزب الله ينفي رواية روسية عن مصير الأسد
تتضارب التسريبات إلى حدّ بعيد، مع التقاء مختلف التوجهات على الأبعاد الإقليمية للزيارة، وإن كان الملف اللبناني حاضراً إلا أنه ليس هو العنوان الأبرز، على الرغم من تمسّك موسكو بتشكيل حكومة لبنانية سريعاً، برئاسة سعد الحريري، لا ثلث معطلاً فيها، وترضي كل الأطراف. فالأساس في الزيارة، وفق مصادر قريبة من حزب الله، هي البحث في الملفات الإقليمية وسوريا خصوصاً. ويضع الحزب الزيارة في خانة سعي روسيا لتعزيز أوراقها الإقليمية، في إطار التنافس مع إدارة جو بايدن.
سوريا ومصير الأسد
ويؤكد حزب الله العلاقة المتينة مع موسكو، والالتقاء في التوجهات الاستراتيجية في كل منطقة الشرق الأوسط، وفي سوريا تحديداً. مع ذلك، هناك جهات روسية عملت على تسريب أخبار تفيد بأن الهدف الحقيقي من الزيارة هو السؤال عن مصير الأسد. وتحت هذا العنوان، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول الهدف الحقيقي من زيارة وفد حزب الله إلى موسكو.
وجاء في المقالة: قام وفد عسكري- سياسي من حزب الله اللبناني بقيادة زعيم كتلته النيابية محمد رعد، بزيارة إلى موسكو، في الذكرى العاشرة للأزمة السورية. وعلى الرغم من حقيقة أن أحد الأهداف المعلنة للرحلة هو مناقشة المأزق السياسي اللبناني، يرى الخبراء أن ممثلي "حزب الله" يريدون أن يعرفوا من موسكو ما إذا كانت هناك أي تغييرات في موقفها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد.
أشكنازي في موسكو أيضاً
ومن المثير للاهتمام أن زيارة مندوبي حزب الله إلى موسكو كادت تتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، المتوقع وصوله إلى العاصمة الروسية غداً في 17 آذار. وفي الصدد، قال الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، وخبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، أنطون مارداسوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"، معلقاً على ذلك: "من الواضح أن روسيا تحاول إعادة الملف السوري إلى المسار الدبلوماسي مرة أخرى.. فمن الضروري التفاوض حول المأزق الحالي، كما في 2011-2012، عندما لم تكن روسيا واثقة من مستقبل بشار الأسد. بعد دوران عجلة "أستانا" في الفراغ واستحالة إعطاء اللجنة الدستورية بنية إصلاحية جدية، لا يبدو أن زيارة وفد حزب الله وتفعيل صيغة "روسيا-تركيا-قطر"، مسألة عرضية".
وقال مارداسوف، في إشارة إلى النقاش حول الحاجة إلى إنشاء مجلس عسكري في سوريا: "يجب الحديث في تفاصيل الملف السوري، بل وتوضيحه على خلفية الانتخابات الرئاسية المقبلة والحملة الإعلامية حول" قيامة الجنرال طلاس". هذه الزيارة تذكّر بزيارة العام 2011، عندما بدا وكأن وفد حزب الله وصل بدعوة من الجانب الروسي، حتى إن ممثليه ألقوا محاضرات في جامعة موسكو الحكومية، لكن كان من الواضح للجميع أنهم مهتمون بالدرجة الأولى بالموقف الروسي من الأسد".
الحزب ينفي
هذا الأمر ينفيه حزب الله بشكل قاطع، ويقول إن الزيارة للتشاور، وليس لاتخاذ قرارات، مؤكداً الانسجام الكامل مع روسيا، وذلك تأكيد على زيارة أجراها أحد أقرب المقربين من الولي الفقيه على خامنئي إلى موسكو قبل حوالى شهر، محمد باقر قاليباف، والذي حمل رسالة إلى الروس بأن الاتفاق معهم كامل وشامل قبل التفاوض مع الأميركيين وبعده. ويؤكد حزب الله أن هذه الأصوات هي أصوات صهيونية من ضمن اللوبي الإسرائيلي في روسيا، وتحاول التشويش على مضمون الزيارة.
تعليق أميركي
علّق متحدث باسم الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، على زيارة وفد حزب الله إلى موسكو، قائلاً إن الحزب مصنف "منظمة إرهابية أجنبية عالمية"، بموجب قانون الولايات المتحدة. وحث المتحدث في تصريحات لـ"الحرة" جميع الدول على "رفض التمييز الزائف بين ما يسمى بجناح حزب الله العسكري والسياسي".
كما دعا المتحدث الأميركي دول العالم إلى اتخاذ إجراءات ضد الجماعة برمتها، باعتبارها "منظمة إرهابية".