غارات بيروت: اغتيال محمد عفيف وقيادي بـ"حزب الله"

المدن - لبنان
الأحد   2024/11/17
غارات جويّة متزامنة على شارع مار إلياس في العاصمة بيروت (علي علّوش)
للمرة الثانية في يومٍ واحد، نفّذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ مساء اليوم، غارةً جويّة على العاصمة بيروت، وتحديدًا شارع مار إلياس الرئيسيّ - تقاطع كركول الدروز، استهدف وبحسب المعلومات الأوليّة متجرًا لبيع الأجهزة الإلكترونيّة وسيارة على الطريق العامّ. وأدّت الغارة على الشارع التجاريّ المكتظ بالسكّان فضلًا عن النازحين، إلى حرائق كبيرة في المحلة، واكبها حركة نزوح للسكّان. ونقلت عدّة صحف إسرائيليّة منها يديعوت أحرنوت فضلًا عن هيئة البثّ الإسرائيليّة أن المستهدف من الهجوم على بيروت هو قيادي في حزب الله. وفي معلومات لـ"المدن" فإن المستهدف في الشقة السكنية في الطابق العلوي من محلات ماضي للالكترونيات هو مسؤول أمني في حزب الله. 
وفي وقتٍ لاحق، أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى ان هدف الاغتيال في بيروت هو رئيس دائرة العمليات في الجبهة الجنوبية لحزب لله.

استهداف العاصمة
 
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن "غارة العدو الإسرائيلي على شارع مار الياس في بيروت أدّت إلى استشهاد شخصين وإصابة 13 آخرين بجروح من بينهم إثنان بحال حرجة". في وقتٍ تستمر فيه أعمال الإغاثة، فيما فرض الجيش اللّبنانيّ طوقًا أمنيًّا في مار إلياس. 
من جهةٍ أخرى، نفى النائب عماد الحوت، أي استهداف لمقرّ الجماعة الإسلاميّة في بيروت، وذلك على خلفية المعلومات الأوليّة الّتي أشارت لكون الغارة استهدفت مركز الجماعة في مار إلياس. 

اغتيال محمد عفيف
وظهر اليوم الأحد، نفّذ سلاح الجوّ الإسرائيليّ غارةً جويّة على مركز حزب "البعث العربيّ الاشتراكيّ" الواقع في قلب العاصمة بيروت، وتحديدًا منطقة رأس النبع، ليتبين لاحقًا أنّ الغارة استهدفت مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله محمد عفيف، الذي سقط شهيدًا على إثرها. وتزامن الاستهداف مع توجيه المتحدث الإسرائيليّ إنذاراتٍ جديدة لإخلاء مبانٍ ومناطق في ضاحيّة بيروت الجنوبيّة.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، إلى أن "مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف كان هدف عملية الاغتيال في بيروت". فيما قال رئيس حزب البعث علي حجازي في تصريحاتٍ عدّة لوسائل إعلام محلية، إنّ عفيف كان يتردّد تكرارًا إلى هذا المبنى، ليؤكد حجازي لاحقًا "استشهاد مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله الحاج محمد عفيف الذي كان موجودًا بالصدفة في المبنى المستهدف"، قائلًا إن "أحد الموقوفين بتهمة العمالة للعدو الإسرائيلي قبل شهرين اعترف بأنّه كان مكلفاً بتصوير مبنى قيادة حزب البعث"..

وأدّت الغارة الّتي استهدفت مبنى مؤلفاً من أربع طبقات والقابع في شارع مكتظ بالسكّان والنازحين، في حصيلتها الأوليّة، إلى استشهاد عفيف وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، فيما لا تزال أعمال رفع الركام مستمرة، وفق ما أشار البيان الصادر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وأُفيد عن وقوع أضرارٍ جسيمة في المباني المحاذيّة.
ويُذكر أن الاستهداف الإسرائيليّ للعاصمة بيروت، هو الأوّل منذ حوالى الشهر.

توقيف "عميل"
إلى ذلك، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أنه "بتاريخ 30/ 7/ 2024، أحالت مديرية المخابرات في الجيش على القضاء المختص السوري (ا.ح.ج.) بعد تسلُّمه من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وذلك لإقدامه على جمع معلومات لمصلحة العدو الإسرائيلي، إضافة إلى تورطه في أعمال نصب واحتيال وتزوير. ولم يتبيّن خلال التحقيق أنه كان يعمل ضمن مدينة بيروت، ولم يكلَّف جمع معلومات عن أي مركز حزبي فيها".
وجاء بيان الجيش بالتزامن مع شائعات، قالت أن الجيش قد سبق وأوقف عميلًا كان يجمع معلومات حول مركز حزب البعث.

غارات متزامنة
وبالتزامن، شنّ العدو الإسرائيليّ غارات جويّة على ضاحيّة بيروت الجنوبيّة بعد توجيه إنذارات جديدة للإخلاء، وشملت رقعة الاستهداف كل من منطقة برج البراجنة وحارة حريك. هذا ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ بيانًا قال فيه إنّه و"على مدار الأسبوع المنصرم أغار سلاح الجو على نحو 50 هدفاً إرهابيّاً في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله الإرهابي الذي يواصل استخدام المنطقة لتخطيط مخططات إرهاببة ضد دولة إسرائيل. ومن بين الأهداف التي تم قصفها يوم أمس منزل كان يعود سابقًا إلى المدعو حسن نصرالله الذي قضي عليه. لقد تم استهداف نصرالله في هذا المنزل أيام حرب لبنان الثانية وتم بنائه من جديد. لقد استخدم حزب الله هذا المبنى كبنية إرهابية ليتم تدميره خلال الغارات التي تم تنفيذها يوم أمس".

وفي سياقٍ منفصل، أفادت هيئة البثّ الإسرائيليّة، بأن رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو يعقد مساء اليوم، مشاورات أمنيّة مع تقدّم الاتصالات بشأن التسوية في لبنان.